بعد ظاهرة العنف في المدارس.. وزارة التعليم تؤكد: الوقاية أهم من المعالجة
تستعد وزارة التربية والتعليم لإطلاق سلسلة من ورش العمل والتدريبات داخل عدد من المدارس بمختلف المحافظات، وذلك بالتعاون مع منظمة “يونيسف” المعنية بحقوق الطفل، في خطوة تهدف إلى مواجهة ظاهرة العنف المدرسي التي شهدت تزايدًا ملحوظًا خلال الفترات الأخيرة، تأتي هذه المبادرة ضمن خطة شاملة وضعتها الوزارة لتعزيز المناخ التربوي داخل المدارس، والحد من السلوكيات السلبية التي قد تؤثر على العملية التعليمية أو على سلامة الطلاب والمعلمين على حد سواء.
تدريب المعلمين والطلاب على السلوك الإيجابي
ووفقًا لخطة الوزارة، ستتضمن الورش تدريب المعلمين على أساليب التواصل الإيجابي مع الطلاب، إلى جانب التوعية بسبل الحد من السلوك العدواني، سواء كان لفظيًا أو جسديًا، والعمل على نشر ثقافة الحوار بدلًا من اللجوء إلى العقاب أو التصعيد. كما تستهدف الورش الطلاب بشكل مباشر من خلال جلسات تفاعلية تهدف إلى تعزيز قيم الاحترام المتبادل، والتعاون داخل الفصول، وتدريبهم على التعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم بطرق صحية وآمنة.
تدريب الإدارات المدرسية وتفعيل الدعم النفسي
وتشمل المبادرة أيضًا تدريب كوادر الإشراف والإدارات المدرسية على كيفية إدارة الأزمات داخل المدارس دون استخدام العنف، إلى جانب تفعيل غرف الدعم النفسي والاجتماعي داخل المدارس، وتقديم جلسات متابعة للطلاب الذين قد يكونون عرضة للضغوط النفسية أو السلوكية، كما سيتم التركيز على دور أولياء الأمور من خلال لقاءات تعريفية وتوعوية تهدف إلى إشراكهم في عملية بناء بيئة مدرسية أكثر أمانًا وانضباطًا.
الوقاية وبناء العلاقات الإنسانية الصحية
وأكد مسؤولون بوزارة التربية والتعليم أن الهدف من هذه الورش ليس مجرد معالجة المشكلات عند حدوثها، بل الوقاية منها قبل ظهورها، مشيرين إلى أن بناء العلاقات الإنسانية الصحية بين المعلم والطالب يسهم بشكل كبير في تحسين التحصيل الدراسي وتعزيز الانتماء للمدرسة، كما أوضحوا أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للصحة النفسية داخل المؤسسات التعليمية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في نجاح العملية التربوية.
تطبيق تدريجي وتقييم مستمر
ويُتوقع أن يتم تطبيق البرنامج بشكل تدريجي خلال الأسابيع المقبلة، مع تقييم مستمر لنتائجه وقياس أثره على سلوكيات الطلاب داخل المدارس، وتأتي هذه الخطوة كتأكيد من الوزارة على التزامها المستمر بتطوير البيئة التعليمية ومعالجة التحديات التي تواجهها، بما يحقق الاستقرار داخل المدارس ويحافظ على حقوق الطلاب في التعلم داخل بيئة آمنة ومحفزة.