هل يمكن أن يزيد الجري لمسافات طويلة من خطر الإصابة بسرطان القولون؟ دراسة تجيب
بعد أن اجتازت أليسون كروكس البالغة من العمر 47 عاما خط النهاية في ماراثون لندن للمرة الثانية كانت تشعر بأنها في أفضل حالاتها الصحية لكنها لم تتوقع أن يقودها هذا السباق إلى اكتشاف صادم وهو إصابتها بسرطان القولون في المرحلة الثالثة.
تقول أليسون وهي مستشارة بيئية من ساوثهامبتون إنها لم تكن تملك أي عوامل خطر تقليدية نباتية منذ المراهقة لا تدخن وتتمتع بلياقة عالية ولكن مكالمة هاتفية من طبيبها بعد يومين فقط من الماراثون غيرت حياتها بالكامل بعدما كشف اختبار البراز الروتيني عن وجود دم في العينة.
الجري المكثف قد يكون عامل خطر
القصة الشخصية لأليسون جاءت متزامنة مع نتائج دراسة أميركية حديثة عرضت في مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (ASCO) بقيادة الدكتور تيموثي كانون من معهد Inova Schar Cancer Institute في فرجينيا.
الدراسة شملت 100 عداء ماراثون تتراوح أعمارهم بين 35 و50 عاما لا يعانون من أي أعراض مرضية خضعوا جميعا لتنظير القولون وكانت النتائج صادمة
41٪ من العدائين لديهم أورام غدية (نموات ما قبل سرطانية) و 15٪ منهم لديهم أورام غدية متقدمة (أكبر من 1 سم) بينما النسبة المتوقعة في هذه الفئة العمرية لا تتعدى 2٪ فقط.
الدكتور كانون علق قائلا:“النتائج لا تثبت علاقة سببية، لكنها تظهر أن ممارسة رياضات التحمل المكثفة قد تشكل عامل خطر مهم يستحق البحث العميق.”
قد تؤدي رياضة التحمل إلى خطر
البروفيسور مات روتر استشاري أمراض الجهاز الهضمي في بريطانيا يوضح أن السبب المحتمل هو نقص التروية المعوية أثناء الجري لمسافات طويلة.
“عندما يركض الإنسان لمسافات طويلة، يحول الجسم الدم من الأمعاء إلى العضلات هذا الحرمان المؤقت من الأكسجين قد يسبب التهابات متكررة ومع الوقت ربما يزيد خطر نمو الأورام.”
ومع ذلك يشير الخبراء إلى أن عدم وجود مجموعة مقارنة في الدراسة يجعل النتائج أولية وغير حاسمة.
الرياضة تقي من السرطان
رغم هذا الاكتشاف المثير للجدل يؤكد أطباء السرطان في بريطانيا أن الرياضة المنتظمة تبقى من أهم وسائل الوقاية.
يقول الدكتور كيفن موناهان من مستشفى سانت مارك في لندن:“هناك أدلة دامغة على أن النشاط البدني المنتظم يقلل خطر سرطان الأمعاء ويحسن صحة القلب والأوعية.”
كما تشير دراسة من جامعة كوينز بلفاست إلى أن ممارسة الرياضة بعد علاج سرطان القولون تقلل من خطر الوفاة بنسبة 37٪ خلال ثماني سنوات مقارنة بالمرضى الذين لا يمارسون الرياضة.
أليسون التي خضعت لجراحة ناجحة وعلاج كيميائي مكثف عام 2023 تقول إن الجري أنقذ حياتها لأنه دفعها لاكتشاف المرض مبكرا:“أعراضي كانت طفيفة جدا لولا أنني لاحظت تغير في نمط الحمام أثناء الجري لما زرت الطبيب أبدا ا