عاجل

سلمية ومدنية.. أعلى المسلمين بألمانيا يرد على تشويه احتجاجات التضامن مع فلسطين

احتجاجات لدعم حقوق
احتجاجات لدعم حقوق الشعب الفلسطيني

يعبّر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا عن ترحيبه بنتائج الدراسة الأكاديمية الصادرة عن مركز أبحاث النزاعات في جامعة ماربورغ، التي قدّمت تحليلًا موضوعيًا وموثّقًا للاحتجاجات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في ألمانيا.

احتجاجات التضامن مع فلسطين سلمية ومدنية

الدراسة التي حملت توقيع الأستاذ الدكتور فيليكس أندرل والدكتور طارق صديّق، كشفت أن المشاركين في هذه المظاهرات ينتمون في الغالب إلى فئة الشباب، ويتمتعون بمستويات تعليمية عالية، وينشطون في أطر مدنية سلمية، بعيدًا عن العنف أو التطرّف كما صوّرتهم بعض الخطابات السياسية والإعلامية.

وأكدت الدراسة أن الاحتجاجات كانت قانونية، سلمية، مدنية في مضمونها، وتعبّر عن وعي سياسي وإنساني، حيث دعم المشاركون الاعتراف بدولة فلسطينية، وفي الوقت ذاته عبّروا عن التزامهم بحماية الحياة اليهودية في ألمانيا. كما أشار العديد منهم إلى شعورهم المتزايد بالتضييق والمراقبة والتهميش، ما يثير تساؤلات حول سياسات التعامل مع حرية التعبير في البلاد.

إننا في المجلس الأعلى للمسلمين نعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة في تصحيح الصورة النمطية المضلّلة التي رُوّجت لها حول هذه الاحتجاجات، وندعو صُنّاع القرار، وسائل الإعلام، والمؤسسات الأمنية إلى الاحتكام إلى الحقائق بدلًا من الأحكام المسبقة.

كما نؤكد أن حق التعبير السلمي هو حجر الزاوية في الدولة الديمقراطية، وأن محاولة تجريم التضامن مع القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، تقوّض هذه المبادئ الأساسية.

وندعو إلى فتح نقاش مسؤول وشامل حول سياسات التمييز، والاعتراف بحق جميع المواطنين في التعبير عن هويتهم وآرائهم ضمن الإطار الدستوري والقانوني.

تُسهم في تعزيز الانقسام والتوتر المجتمعي

كما قال الدكتور صادق المصلي  عضو مجلس إدارة المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا تعليقًا على ما وصفه بالتصريحات العنصرية والمقلقة التي أدلى بها المستشار الألماني، والتي تحدث فيها عن "تغيّر صورة بعض المدن الألمانية"، إن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يرى أن مثل هذه التصريحات لا تليق بمسؤول في موقعه، وتُسهم في تعزيز الانقسام والتوتر المجتمعي بدل أن تُعزز الاندماج والعيش المشترك.

وتابع: الحديث عن تغيّر "صورة" المدن بسبب وجود ألمان من أصول مهاجرة أو مسلمة، يوحي ضمنًا برفض لهذا الوجود، وهو أمر يتنافى مع القيم الدستورية التي تقوم على المساواة وكرامة الإنسان.

وأكمل: نذكّر المستشار الألماني وغيره من المسؤولين أن التنوع الثقافي والديني في ألمانيا ليس تهديدًا، بل مصدر غنى وقوة، وأن أبناء الجاليات المسلمة وغيرهم من ذوي الأصول المهاجرة يساهمون بشكل فعّال في كل مجالات الحياة، من الاقتصاد إلى التعليم والصحة والخدمة المجتمعية.

وشدد على دعوة المستشار الألماني إلى الابتعاد عن الخطاب الإقصائي، والعمل على بناء مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل، والتقدير العادل لكل من يعيش على أرض هذا الوطن، بغض النظر عن خلفيته.

كان قد دافع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (Friedrich Merz) عن تصريحاته المثيرة للجدل بشأن «مظهر المدن» وأمان النساء ليلاً، وذلك خلال مؤتمر صحفي في برلين، حيث فاجأ أحد الصحفيين بسؤاله اللافت: «هل لديك بنات؟».

وقال ميرتس إن حديثه عن تغيّر مظهر بعض المدن الألمانية لا يستهدف الأجانب أو فئة معينة، بل يعكس واقعاً تشعر به كثير من النساء اللواتي لا يشعرن بالأمان في الشوارع بعد حلول الظلام. وأضاف:

«كل من لديه بنات يعرف تماماً ما أعنيه، فالأمر لا يتعلق بالسياسة، بل بالحياة اليومية».

ورفض ميرتس التراجع عن تصريحاته أو تقديم اعتذار، مشيراً إلى أنه تلقى دعماً من شريحة واسعة من المواطنين الذين يشاركونه القلق بشأن الأمان في المدن.

تصريحاته أعادت إشعال الجدل السياسي والإعلامي حول قضايا الأمن والهجرة والاندماج، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإقليمية المقبلة في ألمانيا.

تم نسخ الرابط