تحرك عاجل لإنقاذ واجهة “عبد الملاك ونخله” الأثرية بعد واقعة التعدي في إسنا
تحرك عاجل لإنقاذ واجهة “عبد الملاك ونخله” الأثرية بعد واقعة التعدي في إسنا
شهدت مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، صباح اليوم، تحركًا عاجلًا من الجهات الأثرية عقب تداول صور ومعلومات عن واقعة تعدٍ على واجهة منزل “عبد الملاك ونخله” الأثري، أحد أهم المباني الإسلامية المسجلة ضمن التراث القومي برقم (103597) لسنة 1951، والذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
الواقعة أثارت حالة من الغضب بين نشطاء ومهتمين بالتراث، الذين طالبوا بسرعة التدخل لحماية المبنى الذي يُعد جزءًا من الهوية المعمارية الإسلامية لمدينة إسنا التاريخية.

محضر رسمي وتواجد أمني مكثف لحماية الموقع
وفور اكتشاف التعدي، انتقل مسؤولو منطقة آثار إسنا وأرمنت الإسلامية والقبطية إلى موقع الحادث، وتم تحرير محضر رسمي ضد المخالف، مع فرض إجراءات أمنية مشددة في محيط الموقع لمنع أي أعمال إضافية قد تُلحق ضررًا بالأثر.
كما جرى رفع حالة الطوارئ الأثرية في المنطقة، وتكليف فرق فنية بمتابعة الحالة الإنشائية للواجهة المتضررة لحين استكمال الإجراءات القانونية.

لجنة هندسية ومعاينة فورية للأضرار
قررت الجهات المعنية تشكيل لجنة هندسية متخصصة لمعاينة الواجهة المتضررة وتقدير حجم التلفيات بدقة، تمهيدًا لوضع خطة عاجلة للترميم والإنقاذ، بما يضمن الحفاظ على القيمة التاريخية والمعمارية للمبنى الذي يمثل نموذجًا فريدًا لعمارة القرن التاسع عشر في صعيد مصر.
توجيهات من قطاع الآثار الإسلامية والقبطية
من جانبها، أصدرت رئاسة قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار تعليمات فورية بضرورة الوقف الكامل لأي أعمال مخالفة داخل نطاق المنزل الأثري، وبدء تنفيذ خطة الترميم بشكل عاجل تحت إشراف متخصصين من القطاع والهندسة الأثرية.
وأكدت أن الوزارة أنها لن تتهاون مع أي محاولات تعدٍ أو إهمال تطال المباني التراثية، مشيرة إلى أن هذه الواقعة ستكون محل تحقيق شامل لمعرفة المتسببين ومحاسبتهم وفقًا للقانون.

إسنا.. مدينة التراث التي تواجه التحدي
يُعد منزل “عبد الملاك ونخله” واحدًا من الرموز الباقية للعمارة الإسلامية في مدينة إسنا، وقد تم ترميم واجهته ضمن مشروع إحياء المدينة التاريخية الذي فاز مؤخرًا بجائزة الآغا خان العالمية للعمارة 2025، ما يجعل الحفاظ على الأثر مسؤولية وطنية وإنسانية في آن واحد.
