وليد هندي: العنف المدرسي ظاهرة تهدد الأمن النفسي والتعليمي للأطفال حول العالم
أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن العنف المدرسي يُعد من أخطر وأوسع أشكال العنف انتشارًا بين الأطفال والمراهقين، مشيرًا إلى أن تكلفته التقديرية عالميًا تصل إلى نحو 7 تريليونات دولار سنويًا.
وأوضح "هندي" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الإحصاءات الدولية تشير إلى أن نصف الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا، أي ما يقرب من 150 مليون طالب حول العالم، يتعرضون لأشكال مختلفة من العنف داخل المدارس، سواء كان تنمرًا أو اعتداءً جسديًا أو نفسيًا أو ماديًا أو إلكترونيًا، مؤكدًا أن تلك الأفعال تتسبب في أضرار جسدية وعقلية ونفسية عميقة قد تمتد مدى الحياة.
زيادة نسب العنف بين تلاميذ المرحلة الابتدائية
وأشار إلى أن الظاهرة لم تعد مقتصرة على الطلاب فقط، بل طالت أيضًا المعلمين والعاملين داخل المؤسسات التعليمية في عدد من الدول، مؤكدًا أن بعض الدول مثل أستراليا وبلجيكا وفرنسا واليابان شهدت معدلات مقلقة من حالات الاعتداء والعنف داخل المدارس.
أوضح أن الوضع في مصر مُقلق حيث أن بيانات خط نجدة الطفل 16000 كشفت عن زيادة نسب العنف بين تلاميذ المرحلة الابتدائية بنسبة 67% خلال الفترة من 2005 إلى 2015، ما يعكس خطورة الظاهرة وأثرها المباشر على الأطفال.
وأضاف، أن العنف المدرسي يخلف آثارًا نفسية وجسدية خطيرة، من بينها الاكتئاب، فقدان الثقة بالنفس، التسرب الدراسي، السلوك العدواني، واضطرابات القلق والنوم، محذرًا من أن بعض الحالات قد تصل إلى الانتحار، الذي يُعد ثالث أسباب الوفاة الرئيسية بين الفئة العمرية من 15 إلى 19 عامًا.
ضرورة وضع لوائح مدرسية رادعة لمواجهة العنف
وشدد استشاري الصحة النفسية على ضرورة وضع لوائح مدرسية رادعة لمواجهة العنف، وتدريب الكوادر التعليمية على مهارات الرصد والتعامل التربوي السليم مع السلوكيات العدوانية، مع تفعيل برامج الرعاية السلوكية والنفسية داخل المدارس، وتوفير الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين المؤهلين.
كما دعا إلى دمج قيم التسامح والتعاون ونبذ الكراهية في المناهج والأنشطة المدرسية، وتفعيل أدوات المشاركة الطلابية مثل صناديق المقترحات والاتحادات الطلابية والأنشطة الفنية والرياضية والمسرحية، لما لها من دور فعال في الحد من السلوك العدواني، مؤكدًا أن العنف المدرسي سلوك بغيض يرسخ الشر في نفوس الأطفال، ومواجهته مسؤولية تربوية ومجتمعية مشتركة.