إسبانيا: شعارات عنصرية في محطة حافلات بطليوس تثير استياءً واسعًا
أثارت كتابات وشعارات عنصرية معادية للمهاجرين والمسلمين على جدران محطة الحافلات في مدينة بطليوس الإسبانية، استنكارًا واسعًا بين السكان المحليين، الذين سارع بعضهم لطمس العبارات الداعية إلى الكراهية.
إسبانيا: شعارات عنصرية في محطة حافلات بطليوس تثير استياءً واسعًا ودعوات للإزالة الفورية
وكشفت صحيفة "لا كرونيكا دي باداخوث" المحلية عن ظهور عبارات على غرار: "يغزونا الأفارقة" و"المسلمون إلى الخارج فورًا" مكتوبة بطلاء أسود على الجدران الخارجية للمحطة وعلى الواجهة في ساحة النصر، وقد جاءت هذه الأفعال في محيط يبيت فيه عشرات المهاجرين ليلًا لعدم امتلاكهم مأوى، مما أضفى على الحادثة طابعًا مؤلمًا.
على الفور، بادر عدد من أهالي المدينة إلى محو بعض هذه العبارات، تعبيرًا عن رفضهم لهذه الأفعال العنصرية. من جانبها، أوضحت بلدية بطليوس أن مسؤولية تنظيف أحد الجدران تقع على عاتق سكان المبنى الخاص، في حين لم تُمح الكتابات التي ظهرت على بوابات المحطة نفسها بعد، مما أثار استياء المارة.
بدورهم، طالب الأهالي بسرعة إزالة جميع الشعارات المسيئة، مع دعوات لتعزيز المراقبة الأمنية في محيط المحطة لمنع تكرار مثل هذه الأفعال التخريبية التي تسيء لوجه المدينة.
وإذ يندد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بهذه الأفعال المشينة، فإنه يؤكد أن ما شهدته بطليوس هو "عرضٌ من أعراض داءٍ أعمق، تُغذّيه خطاباتُ الكراهية وتُؤجّجه نيران التعصب". ويشدد المرصد على أن العلاج لا يكون بالعقوبات فحسب، بل بـ "غرس وعيٍ قويمٍ يُحصن العقول، ويروّي الأرواح بمعاني الأخوة الإنسانية التي دعت إليها سائرُ الشرائع السماوية".
تُسهم في تعزيز الانقسام والتوتر المجتمعي
بدوره وجهت انتقادات للمستشار الألماني فريدريش ميرتس لتصريحاته عن "تأثير المهاجرين على ملامح المدن"، حيث قال الدكتور صادق المصلي عضو مجلس إدارة المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا تعليقًا على ما وصفه بالتصريحات العنصرية والمقلقة التي أدلى بها المستشار الألماني، والتي تحدث فيها عن "تغيّر صورة بعض المدن الألمانية"، إن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا يرى أن مثل هذه التصريحات لا تليق بمسؤول في موقعه، وتُسهم في تعزيز الانقسام والتوتر المجتمعي بدل أن تُعزز الاندماج والعيش المشترك.
وتابع: الحديث عن تغيّر "صورة" المدن بسبب وجود ألمان من أصول مهاجرة أو مسلمة، يوحي ضمنًا برفض لهذا الوجود، وهو أمر يتنافى مع القيم الدستورية التي تقوم على المساواة وكرامة الإنسان.
وأكمل: نذكّر المستشار الألماني وغيره من المسؤولين أن التنوع الثقافي والديني في ألمانيا ليس تهديدًا، بل مصدر غنى وقوة، وأن أبناء الجاليات المسلمة وغيرهم من ذوي الأصول المهاجرة يساهمون بشكل فعّال في كل مجالات الحياة، من الاقتصاد إلى التعليم والصحة والخدمة المجتمعية.
وشدد على دعوة المستشار الألماني إلى الابتعاد عن الخطاب الإقصائي، والعمل على بناء مجتمع يقوم على الاحترام المتبادل، والتقدير العادل لكل من يعيش على أرض هذا الوطن، بغض النظر عن خلفيته.



