كبير الأثريين يكشف عن وثيقة نادرة تعود لعصر الملك فاروق

قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن آخر الاكتشافات الأثرية المهمة التي حظيت بالإعلان مؤخراً تعود إلى عام 1931، وتُصنف كـ "حديثة نسبياً" من المنظور الأثري.

الكشف يتمثل في "وديعة أساس"

وأوضح شاكر، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة الحدث اليوم، أن الكشف يتمثل في "وديعة أساس" عُثر عليها أسفل فيلا لعائلة يونانية في الإسكندرية، وهي عادة مصرية قديمة كانت تُتبع عند إنشاء المعابد والمباني. 

وأضاف أن الوديعة عبارة عن كبسولة رصاصية وُجدت سليمة، تحتوي على 13 عملة معدنية (منها 3 ذهبية) تعود لعصر الملك فاروق والسلطان حسين كامل، لم تتأثر بالعوامل الجوية بسبب حفظها داخل الرصاص.

وتابع أن الأهم في هذا الكشف هو وجود وثيقة مكتوبة باللغة اليونانية، حيث أكد أنها تتضمن مباركة الأم لابنها على هذا الإنشاء، كما كشفت عن اسم المهندس الفرنسي الذي صمم الفيلا، مشيرًا إلى أن الوثيقة تُعد مهمة جداً لأنها تُظهر أن الإسكندرية كانت مدينة "كوزموبوليتانية" (عالمية) تضم مختلف الجنسيات والأعراق في تلك الفترة.

الدولة تولي اهتمامًا غير عادي بالمتاحف والترميمات

وأكد كبير الأثريين أنّ الدولة تولي اهتمامًا غير عادي بالمتاحف والترميمات والإنشاءات المتعلقة بالحضارة المصرية بكافة عناصرها. ونوه بالأحداث المرتقبة، ومنها الحفل العالمي المقرر إقامته في الأول من نوفمبر بمصر، والذي سيشهد حضور رؤساء وزراء ورؤساء لـ 43 دولة، مؤكدا أنّه دليل على تقدير العالم لهذه الحضارة ومكانة المتحف المصري الكبير.

وحول خطط التطوير أوضح شاكر أن هناك العديد من المشروعات القائمة، منها مشروع "التجلي الأعظم" في سيناء، ومشروع تطوير القاهرة التاريخية والمنطقة الخديوية، بالإضافة إلى تطوير شامل لمنطقة نزلة السمان و "وادي السمان" على الطريق الصحراوي الممتد من سفنكس.

الدولة تبذل أقصى جهودها لحماية هذا التراث

وعن صيانة وحماية الآثار قال كبير الأثريين إنّ الدولة تبذل أقصى جهدها في حماية "هذا التراث" من خلال التسجيل والتوثيق، واستخدام الكوادر البشرية والأجهزة الإلكترونية، مشيرًا إلى استخدام التقنيات الحديثة، مؤكدا أن المتحف المصري الكبير يتضمن أحدث التقنيات، مثل الليزر الصناعي والشاشات التفاعلية والذكاء الاصطناعي (AI)، متمنياً أن تتبعها كل المتاحف المصرية في المستقبل.