عاجل

بدر عبد العاطي: ملفات السياسة الخارجية معقدة وتدار بالحوار لا بالرصاص

 وزير الخارجية
وزير الخارجية

أعرب الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، عن فخره واعتزازه بتكليفه بالمنصب، مؤكدًا أن ثقة القيادة السياسية فيه تمثل مسؤولية وطنية كبرى، تأتي في وقت بالغ الدقة، وسط تحديات إقليمية ودولية غير مسبوقة.

وقال عبد العاطي، خلال لقائه مع الإعلامي رامي رضوان في بودكاست "دبلوكاست Diplocast"، المذاع عبر الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية، إن مهام عمله اليومية تبدأ في السابعة والنصف صباحًا وتمتد حتى الحادية عشرة مساءً، نتيجة تعدد وتشابك الملفات التي يتابعها بنفسه.

ملفات ثقيلة وقضايا ملتهبة

وأوضح الوزير أن جدول أعماله يشمل ملفات شديدة الأهمية، من بينها قضية اللاجئين، وترسيم الحدود البحرية بشرق المتوسط، إلى جانب التطورات السياسية والأمنية في سوريا وليبيا والسودان والملف الفلسطيني، فضلًا عن الوضع المتصاعد في البحر الأحمر.

وأشار عبد العاطي إلى أن السياسة الخارجية المصرية تُدار بعقلانية واتزان، وبعيدًا تمامًا عن منطق التصعيد أو اللجوء للحلول العسكرية، التي وصفها بأنها "الأشد فتكًا، والأقل استدامة".

مصر وسياسة العقل والتفاوض

وأكد وزير الخارجية أن مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تؤمن بأن الحوار والتفاوض هما الطريق الوحيد لحل النزاعات، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، مشددًا على أن الرئيس دائمًا ما يوجه بأهمية تغليب منطق السياسة والعقل، خاصة في القضايا الشائكة.

ونوه عبد العاطي بأن الدبلوماسية المصرية تعمل وفق رؤية شاملة توازن بين ثوابت الدولة ومصالحها القومية، وبين مسؤولياتها تجاه أمن واستقرار المنطقة.

وتابع الوزير حديثه بالإشارة إلى أن حجم التحديات الراهنة يتطلب تكاملًا بين مؤسسات الدولة، وتنسيقًا محكمًا بين السياسة الخارجية والسياسات الداخلية، بما يعزز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا.

تكريم مبكر ومساندة محلية

وأضاف أن النشأة المتواضعة لم تكن عائقًا أمام تحقيق طموحاته، بل كانت دافعًا نحو التميز والنجاح، مشيرًا إلى أن انطلاقته بدأت من إحدى الحارات الشعبية بمحافظة أسيوط، حيث وُلد وتربى، وأن حصوله على 90% في الثانوية العامة جعله الأول على محافظات الصعيد في ذلك الوقت، مما لفت الأنظار إلى تفوقه الدراسي.

<strong>وزير الخارجية</strong>
وزير الخارجية

وأوضح الوزير أن تفوقه لم يمر مرور الكرام، حيث حرص محافظ أسيوط آنذاك، اللواء زكي بدر، على تكريمه عبر إرسال مندوب رسمي إلى منزله لتسليمه شهادة التقدير، في لفتة اعتبرها "لا تُنسى"، وكانت بمثابة أول اعتراف رسمي بموهبته ومثابرته.

رفاعة الطهطاوي حاضر في التكوين

وأشار عبد العاطي إلى أن حلمه في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي تشكل منذ الطفولة، حيث كان شغوفًا بالقراءة، وهو ما ساهم في توسعة مداركه مبكرًا، لافتًا إلى أن من أوائل الكتب التي أثرت في وعيه الثقافي والوطني كان "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" للمفكر رفاعة الطهطاوي.

ونوه بأن هذا الكتاب ساعده في فهم أهمية دور مصر الحضاري والتاريخي، وساهم في تشكيل شخصيته كواحد من أبناء الصعيد الطامحين إلى تمثيل بلادهم على الساحة الدولية.

مسيرة ملهمة

وتابع وزير الخارجية حديثه بالتأكيد على أن رحلته من حي شعبي إلى قاعات الأمم المتحدة والمواقع الدبلوماسية المهمة في الخارج، تمثل رسالة أمل لكل الشباب المصري، بأن التميز لا يرتبط بالمكان أو الظروف، وإنما بالإصرار والعمل الجاد.

تم نسخ الرابط