سفير الهند: عودتي لمصر بعد 30 عامًا كانت كأنني أعود إلى أهلي
قال سفير الهند لدى القاهرة، سوريش ريدي، إن زيارته الحالية لمصر تحمل طابعًا شخصيًا خاصًا، حيث سبق له العمل في القاهرة قبل نحو 30 عامًا، مضيفًا: “حينما عدت، شعرت كأنني أعود إلى أهلي، فلطالما كان حلمي أن أكون سفيرًا للهند في مصر”.
بنية تحتية متطورة واقتصاد واعد
جاء ذلك خلال لقائه ببرنامج "أنا وهو وهي" الذي تقدمه الإعلامية سارة سامي على شاشة قناة صدى البلد، حيث أوضح السفير الهندي أنه لمس تغيرًا واسع النطاق في مصر، سواء على صعيد التنمية الداخلية أو على مستوى العلاقات الثنائية مع الهند.
وأشار "ريدي" إلى أنه خلال فترة عمله الأولى في مصر، كان يشرب من مياه النيل يوميًا، قائلًا: “الآن عدت لأرى تطورًا مذهلًا في البنية التحتية، ونشاطًا اقتصاديًا يعكس استعداد القاهرة لتكون جزءًا من النمو العالمي".
الهند ثالث أكبر اقتصاد عالميًا
في السياق ذاته، أوضح السفير الهندي أن بلاده كانت تحتل المرتبة التاسعة في الاقتصاد العالمي قبل 30 عامًا، لكنها اليوم تحتل المرتبة الثالثة، مؤكدًا أن الهند أصبحت قوة رائدة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي والرعاية الصحية والصناعات الدوائية، حتى باتت تُعرف بـ"صيدلية العالم".
مصر تلعب دورًا محوريًا في إنهاء الحرب على غزة
وحول الدور المصري في قضايا المنطقة، أكد السفير الهندي أن مصر أدت دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشدّدًا على أن القاهرة استطاعت أن تجذب قادة العالم إلى شرم الشيخ بفضل جهودها الدبلوماسية المتواصلة على مدار عامين.
وتابع: “ما حققته مصر في ملف غزة يؤكد مكانتها المؤثرة في المنطقة والعالم، وكل التهنئة لمصر قيادة وشعبًا على هذا الجهد المشرف”، مشيرًا إلى أن الهند تعتمد بشكل كبير على السينما كأداة للترويج للسياحة، لافتًا إلى أن مصر تنتهج النهج ذاته من خلال إبراز معالمها السياحية في الأعمال الفنية.
كما أوضح أن بلاده حريصة على المشاركة في الفعاليات الثقافية المصرية، مؤكدًا مشاركة الهند في مهرجان الجونة ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
تعاون مرتقب مع دار الإفتاء
وعن لقائه بفضيلة مفتي الجمهورية، كشف السفير عن سعادته بهذا اللقاء، موضحًا أنه تأثر بعلم المفتي وحكمته، خصوصًا في ما يتعلق بقيمة التسامح، التي أكد أنها ضرورية في هذا التوقيت.
ونوّه إلى أهمية الدور الذي تقوم به دار الإفتاء في تصحيح المفاهيم الدينية، ونشر ثقافة الوسطية، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي على وعي الشباب.
وأكد السفير أنه يتطلع إلى تعزيز التعاون مع دار الإفتاء خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أنه سيتم استقبال فضيلة المفتي قريبًا في الهند، ضمن مساعي ترسيخ التفاهم بين الشعوب.
علاقات تاريخية ومكانة خاصة لمصر
واختتم السفير سوريش ريدي حديثه بالتأكيد على أن مصر تمثل له وطنًا ثانيًا، مشيرًا إلى أنه كان محظوظًا لاختياره سفيرًا للهند في القاهرة، في ظل العلاقات التاريخية العميقة بين البلدين، والتي تعود إلى آلاف السنين.
