طريقة واحدة للنجاة.. بولندا تهدد باعتقال بوتين إذا حلق عبر مجالها الجوي

حذرت بولندا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، من السفر عبر مجالها الجوي لحضور قمة في المجر مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلة إنها قد تضطر إلى تنفيذ مذكرة اعتقال دولية إذا فعل ذلك، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

بولندا تهدد باعتقال بوتين إذا حلق عبر مجالها الجوي
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي لراديو رودزينا: "لا أستطيع أن أضمن أن محكمة بولندية مستقلة لن تأمر الحكومة بمرافقة مثل هذه الطائرة لتسليم المشتبه به إلى المحكمة في لاهاي، ولذلك، إذا كان من المقرر أن تعقد هذه القمة، بمشاركة ضحية العدوان، فإن الطائرات سوف تستخدم مسارا مختلفا".
واتهمت سيكورسكي روسيا الأسبوع الماضي بتصعيد "غبي تكتيكي وغير منتج" للحرب في أوكرانيا، قائلة إن توغلها بطائرات بدون طيار في بولندا الشهر الماضي بدا متعمدا.
من جانبه، وقال وزير الخارجية البلغاري جورج جورجييف إن بلغاريا ستكون مستعدة للسماح لبوتين باستخدام مجالها الجوي إذا عقدت القمة في المجر.

عقبات زيارة بوتين للقاء ترامب
بعد مكالمة هاتفية مطولة مع ترامب، يوم الخميس، اتفق زعماء الولايات المتحدة وروسيا مبدئيا على الاجتماع في عاصمة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي - المجر.
يظل هذا اللقاء صعبًا، خاصة مع العقوبات الدولية المفروضة على بوتين، فبعد أن اخترقت القوات الروسية الحدود الأوكرانية وتقدمت نحو كييف، سارع الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق مجموعة متنوعة من العقوبات لإضعاف آلة الحرب لدى الكرملين.
وكان من بين القرارات العديدة، فرضت الدول الأعضاء عقوبات على مئات المسؤولين الروس رفيعي المستوى المسؤولين عن التخطيط للغزو والإشراف عليه، وتضمنت القائمة السوداء حظرًا على السفر إلى الاتحاد الأوروبي وتجميدًا للأصول الشخصية، مع عقبة إضافية وهي إغلاق الاتحاد الأوروبي فعليا مجاله الجوي أمام الطائرات الروسية كجزء من نظام العقوبات الشامل الذي يفرضه.
واستُهدف بوتين ووزير خارجيته، سيرجي لافروف، أيضًا، ولكن مع تحذير: “جُمِّدت أصولهما فقط، وهو إجراء رمزي بالنظر إلى الغموض الذي يحيط بثروة بوتين. ولم يُفرض حظر سفر للحفاظ على حد أدنى من الاتصالات الدبلوماسية”.
وبحسب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي آنذاك جوزيب بوريل، كان بوتن ثالث زعيم عالمي يفرض عليه الاتحاد عقوبات شخصية، بعد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والرئيس السوري آنذاك بشار الأسد.
وبحسب وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي، فإن حظر الطيران ينطبق على الطائرات التي تشغلها شركة طيران روسية، والمسجلة في روسيا والمملوكة أو المستأجرة من قبل أي شخص أو كيان روسي، وكذلك على الرحلات "غير المجدولة" التي يمكنها نقل المواطنين الروس إلى اجتماعات العمل أو وجهات العطلات في الاتحاد الأوروبي.
ولكن هناك استثناءات عديدة للقواعد، مثل الهبوط الاضطراري أو الأغراض الإنسانية، بالإضافة إلى ذلك، يجوز للدول الأعضاء منح استثناءات لكل حالة على حدة.

هل سيتم إلقاء القبض على بوتين؟
ويتعين على الموقعين على نظام روما لعام 1998، الذي أنشأ المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها في عام 2002، إلقاء القبض على الأشخاص الخاضعين لأوامر الاعتقال بمجرد دخولهم أراضيهم، وهو ما يشمل المجال الجوي، والذي يعتبر أيضا إقليما ذا سيادة بموجب القانون الدولي.
وعلى الرغم من انسحاب المجر من الاتفاق، ما يجعلها مكانا آمنا لبوتين، إلا أنها محاطة بدول ستكون ملزمة بهذا، ومع ذلك فالمحكمة الجنائية الدولية، التي تضم 125 دولة عضوا، لا تملك قوة شرطة وبالتالي ليس لديها وسائل لتنفيذ الاعتقالات.
في أبريل الماضي، أعلن رئيس الوزراء الشعبوي اليميني في المجر، فيكتور أوربان، أن بلاده ستتخلى عن الوثيقة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، وذلك خلال زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويُذكر أن نتنياهو مدرج أيضًا على قائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، وقد صدرت مذكرة توقيف بحقه في وقت سابق من هذا العام، ما يعني أن طريق زيارة ترامب إلى بوتين سيكون ممهدًا لذلك مع هذه الاستثناءات.
وقد وافق البرلمان المجري في مايو الماضي على مشروع قانون لبدء عملية الانسحاب، والتي تصبح رسمية بعد عام واحد من تلقي الأمين العام للأمم المتحدة إشعارا كتابيا بالقرار، ونظرا لتعليقات وزير الخارجية المجري بيتر زيجارتو، يوم الجمعة بشأن نية بلاده استضافة بوتين"باحترام"، وضمان "نجاح مفاوضاته، ثم عودته إلى وطنه"، فبذلك يكون بوتين في مأمن من أي اعتقال على الأراضي المجرية.

ماذا عن المجال الجوي؟
تبقى الآن عقبة واحدة، وهي المجال الجوي الخاص بالدول المحيطة بالمجر، وقد صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، يوم الجمعة، أن هناك "تساؤلات كثيرة" بحاجة إلى إجابة قبل انطلاق رحلة بوتين.
من المرجح أن يتجنب بوتين دول البلطيق بعد الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي لإستونيا من قبل طائرات روسية، والتي وضعت المنطقة في حالة تأهب قصوى تحسبًا لامتداد محتمل للحرب الأوكرانية، وقد تُجبر دول البلطيق على هبوط اضطراري.
وأيضًا قد تُوفر بيلاروسيا الصديقة لروسيا ممرًا ملائمًا بين دول البلطيق وأوكرانيا جنوبًا، لكن هذا من شأنه أن يُمهّد الطريق لبوتين نحو بولندا، التي بينها وبين روسيا توترات.
ولا تزال سلوفاكيا، بقيادة روبرت فيكو، الشعبوي الموالي لموسكو، تستهلك الطاقة الروسية بكثافة في تحدٍّ لأوامر ترامب للدول الأوروبية بوقف واردات النفط والغاز، ولذا فإنها قد تكون أكثر تساهلا.