رئيس الاستخبارات الروسية: العالم على حافة انهيار أمني لم يشهده منذ 1945

حذر رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، يوم الثلاثاء، من أن الأمن العالمي يمر حاليًا بأخطر لحظاته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في ظل صراع حاد على صياغة النظام العالمي الجديد.
ناريشكين: صراع القوى الكبرى يهدد الأمن العالمي
وقال ناريشكين، في تصريحات نقلتها وكالة الإعلام الروسية:"يمر العالم الآن بأكثر اللحظات ضعفاً بالنسبة للأمن منذ الحرب العالمية الثانية، وهي فترة التحول النوعي للنظام العالمي".
وأشار إلى أن هناك صراعًا شرسًا يجري بين مراكز القوى الكبرى، سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي، لتحديد ملامح النظام الجديد، مؤكدًا على ضرورة تفادي حرب كبرى مشابهة لما حدث في مراحل تاريخية سابقة، من خلال تقديم تنازلات استراتيجية.

وشدد ناريشكين على أن المهمة الأساسية للمجتمع الدولي اليوم، هي الانتقال إلى النظام الجديد دون الانزلاق إلى صراع شامل، متهمًا في الوقت نفسه الحكومة الأوكرانية برئاسة فولوديمير زيلينسكي بعرقلة مسار السلام، في تكرار لموقف الكرملين الرسمي.
غزو روسي محتمل للبلطيق قد يكلف العالم 1.5 تريليون دولار
في سياق متصل، استعرضت وكالة "بلومبرج إيكونوميكس" هذا الشهر 4 سيناريوهات محتملة لتطور الصراع بين روسيا وأوروبا خلال السنوات المقبلة، يتراوح أعنفها بين غزو روسي لدول البلطيق وصولًا إلى احتمال تطبيع تدريجي للعلاقات.
ووفقًا لهذه السناريوهات فإن أسوأ سيناريو يتمثل في اجتياح روسي لدول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا)، مما قد يؤدي إلى:
- خسائر اقتصادية عالمية تتجاوز 1.5 تريليون دولار في عام واحد.
- تراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.3%.
- تضرر الاقتصاد الأوروبي بنسبة 3.2% من الناتج المحلي، رغم الزيادة المتوقعة في الإنفاق الدفاعي.
الصراع الأمني سيشكل أسوأ حرب في أوروبا منذ 1945
وأشارت إلى أن مثل هذا الصراع سيشكل أسوأ حرب في أوروبا منذ 1945، بسبب تشابكه مع تحالفات عسكرية نووية، وتداعياته المحتملة على الأمن العالمي والطاقة والأسواق المالية.

هل تتحول أوروبا إلى ساحة مواجهة مفتوحة؟
على الرغم من أن سيناريو الحرب الشاملة قد يبدو بعيدًا للبعض، إلا أنه يثير قلقًا واسعًا داخل أروقة البنتاجون وقيادة حلف الناتو، خاصة مع تكثيف روسيا تدريباتها العسكرية على حدود دول البلطيق، واعتبارها توسع الحلف الأطلسي تهديدًا استراتيجيًا مباشرًا.
موسكو تسعى لإعادة تشكيل خارطة النفوذ في أوروبا الشرقية
وبينما تسعى موسكو إلى إعادة تشكيل خارطة النفوذ في أوروبا الشرقية، يؤكد الكرملين أن أجزاء من تلك المنطقة تمثل أراضي روسية تاريخية فقدت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
من جانبه، يواصل الناتو تعزيز جناحه الشرقي عسكريًا، استعدادًا لأي طارئ، في ظل التهديدات المستمرة وتزايد التوتر على الحدود الروسية-الأوروبية.