عاجل

سعيد بوصول 12 لاعبًا دربتهم للمنتخب الأول

في حواره لـ"نيوز رووم" مدرب المغرب السابق: لهذه الأسباب لم أفاجأ بفوز المنتخب

لاعبو منتخب المغرب
لاعبو منتخب المغرب

الجاهزية البدنية والذهنية والفنية وراء فوز منتخب المغرب بكأس العالم

كنت أتوقع الفوز والنجاح جاء نتيجة مشروع بدأ منذ سنوات

بعد كل مباراة كنا نجلس ونتحدث عن المواقف وكيفية التعامل معها

في أول حوار له بعد فوز منتخب المغرب اليوم أكد عصام الشرعي، المدير الفني لفريق فيسترلو البلجيكي حالياً ومنتخب المغرب تحت 23 عاما سابقا، أحقية أسود الأطلس بالتتويج بلقب كأس العالم للشباب بعد عمل طويل الأمد.

وكان الشرعي أحد أسباب نجاح منتخب المغرب بعد قيادته لأسود الأطلس تحت 23 عاما للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا يوم السبت 8 يوليو 2023 في الدور النهائي والمؤهل إلى "باريس 2024".

عصام الشرعي مع لاعبو المغرب
عصام الشرعي مع لاعبي المغرب

أجرى "نيوز رووم" حوارا مع عصام الشرعي؛ ليكشف لنا كواليس فوز أسود الأطلس بالمونديال، وإلى نص الحوار:

  • فاجأ فوز منتخب المغرب بكأس العالم الكثيرين، فهل كنت تتوقع أن يصل أسود الأطلس إلى هذا الإنجاز التاريخي؟

لا، لم يكن مفاجأة بالنسبة لي؛ لأن هذا العمل طويل المدى، وليس شيئا بدأ خلال الفترة الأخيرة. يجب أن تعلموا أن المدرب محمد وهبي يعمل هناك منذ أكثر من ثلاث سنوات، لذا فالأمر نتيجة عمل طويل المدى. وهذا الجيل مميز جدا، وكنا على علم أنهم يمتلكون مواهب كبيرة؛ لذلك لم يكن الفوز مفاجأة بالنسبة لي.

  • هناك من يرى أن هذا النجاح نتيجة مشروع بدأ خلال تواجدك مع المنتخب، هل ترى أنك ساهمت في تأسيس القاعدة لهذا الإنجاز؟

أعتقد أن النجاح هو نتيجة مشروع بدأ منذ سنوات، وبالطبع كان لي دور مثل أي مدرب آخر، والمدربون الآخرون أيضًا وكذلك الإدارة، وأود أن أقول إن مدير كرة القدم "كريس فان بويفيلد" كان واضحًا جدًا في فكرته ورؤيته لما يريد تحقيقه مع المنتخب المغربي، وقام بعمل رائع سواء في اختيار المدربين أو في خلق روح الوحدة بين الأجهزة الفنية لمنتخبات الفئات السنية. وهنا اختص الفئات السنية من تحت 15 إلى تحت 23 عامًا، الجميع كان على تواصل أسبوعي، وتبادلنا الكثير من المعلومات، وكان هناك ترابط حقيقي، وهذا صنع الفارق بالنسبة لي. جميعنا ساهمنا في تأسيس هذا النظام.

  • من وجهة نظرك ما هو العامل الحاسم في فوز المغرب على الأرجنتين؟

لاعبو المنتخب المغربي كانوا على أتم استعداد وكانوا جميعهم يعرفون ما يريدون أن يصلوا إليه، ونفذوا بإتقان. لم يتأثروا بأسلوب الخصم، وبالطبع أمام الأرجنتين كنا نعلم أن الاستحواذ سيكون لصالحهم في الغالب، لكننا كنا نعرف أننا سنجد مساحات كبيرة في الهجمات المرتدة بفضل نوعية لاعبينا. الفريق التزم بالخطة، وهذا ما يصنع الفارق في هذا المستوى، أن تكون منظمًا تكتيكيًا وجيدًا في التمركز، بالإضافة إلى الجاهزية البدنية والذهنية والفنية، كل هذه الأمور كانت وراء الأداء الممتاز والاستعداد الرائع للمنتخب المغربي.

  • ما تفسيرك للصلابة الذهنية التي ظهر بها اللاعبون؟

يجب علينا العودة هنا إلى الجهاز الفني بأكمله وإلى العمل الكبير الذي تم مسبقًا، وكما قلت في إجابتي الثانية عندما تبدأ بالفوز يصبح من المهم أن يرى اللاعبون الصغار ذلك بأعينهم، مثلًا عندما يدخل لاعب ناشئ المبنى ويرى منتخب تحت 23 سنة يضع الميداليات والكأس، هذا يمنحه الثقة ويجعله يؤمن بأنه يمكنه تحقيق شيء إذا التزم بالخطة. هذه أمثلة حقيقية تزرع فيهم عقلية الفوز والرغبة في الاستمرار حتى النهاية، لكن الأهم هو أن تضع الاستراتيجية مسبقًا، وتعد لكل شيء حتى النهاية، لا أن تبدأ التحضير بعد الوصول. الجاهزية حتى بعد آخر مباراة هي ما يصنع الفارق.

  • بعد تتويجك مع منتخب تحت 23 عامًا بأمم إفريقيا، كيف ترى العلاقة بينه وبين الجيل الحالي الحاصل على كأس العالم للشباب؟
    أرى تشابها كبيرا جدا، لديَّ علاقة ممتازة مع المدرب محمد وهبي، قضينا فترة طويلة معًا، وتعلمت منه الكثير، وأتمنى أنه يكون كذلك تعلم مني. كان حاضرًا طوال بطولة أمم إفريقيا التي فزنا بها، وبعد كل مباراة كنا نجلس ونتحدث عن المواقف وكيفية التعامل معها. أرى أن هناك ارتباطا قويا جدا بين الجيلين، فهو نقل ذلك بطريقته الخاصة، ولكن بشكل رائع، والآن النتائج ليست فقط على الصعيد القاري، بل العالمي أيضًا، وهذا أمر مذهل.

عصام الشرعي
عصام الشرعي المدير الفني لفريق فيسترلو البلجيكي حالياً ومنتخب المغرب سابقا
  • واجهت منتخب مصر في نهائي أمم إفريقيا، كيف استعددت للمباراة؟ وهل شعرت أن اللقب أصبح في المتناول؟ 
    واجهنا نهائيا صعبا جدًا أمام منتخب مصر، وكان الجميع يعتبر الفريقين الأفضل في إفريقيا وقتها. تحضيرنا كان دقيقا جدا. واجهنا مصر مرتين في نوفمبر، وكنا نعلم مدى قوتها، خاصة أن لاعبيها يستقبلوا أي هدف حتى المباراة النهائية، أعددنا اللاعبين ذهنيًا بأن اللقاء سيكون صعبًا، وتأخرنا بهدف من هجمة مرتدة، لكننا حافظنا على هدوئنا وواصلنا الضغط، وقدم اللاعبون أداء كبيرا جدا. بالنسبة لي مصر كانت من أقوى المنتخبات في إفريقيا وقتها، لكننا فزنا بالالتزام بالخطة والانضباط واللعب  بأسلوبنا الخاص، وهذا ما صنع الفارق.

  • كيف تعاملت مع منتخب المغرب الأولمبي في ظل وجود العديد من النجوم، مثل عبد الصمد الزلزولي وأمين حارث؟

بالطبع عبد الصمد كان قائد الفريق، وكان معنا أيضًا بلال الخنوس وإسماعيل صابيري، وأنا فخور جدًا بهؤلاء اللاعبين الذين صعدوا الآن للفريق الأول. هذا هو الإنجاز الحقيقي أن ترى العديد من لاعبي منتخب تحت 23 عامًا أصبحوا ضمن المنتخب الأول. هذا إنجاز أكبر من الفوز بالبطولات؛ لأن الهدف الحقيقي هو أن تجهز لاعبين للفريق الأول. أحد الصور الأولى التي عرضتها على اللاعبين كانت لتشكيلة قديمة لمنتخب تحت 23 سنة تضم حكيمي ومزراوي، وكان فيها 6 أو 7 لاعبين صعدوا للفريق الأول، وقلت لهم: أكثر ما يسعدني بعد الفوز بكأس أمم إفريقيا هو أن أرى مزيدًا منكم يلعبون مع المنتخب الأول، وفي النهاية وصل عددهم إلى حوالي 12 لاعبًا، وهذا أعظم إنجاز لكرة القدم المغربية.

  • أنت الآن مدرب فيسترلو البلجيكي، كيف ساعدتك هذه التجربة على التطور كمدرب بعد نجاحك مع أسود الأطلس؟

بالطبع التجربة ساعدتني كثيرًا؛ لأن المباريات الدولية لا تتيح وقتًا كافيًا للتحضير مثل الأندية، وهذا يطور مهاراتك في الإدارة، يجب أن تكون مباشرًا وواضحًا فيما تريد، ودقيقًا في التفاصيل. أنا مدرب يهتم كثيرًا بذلك، بعدها خضت تجارب أخرى مع ستراسبورغ وغلاسكو رينجرز قبل العودة إلى بلجيكا، وكلها ساعدتني على التطور أكثر.

  • أخيرا ما أبرز الفروق التي لاحظتها بين التدريب في أوروبا والعمل داخل منظومة كرة القدم الإفريقية؟

الفرق الأساسي أنه في أوروبا توجد عقلية احترافية مستقرة في معظم الأندية؛ لذلك تركز فقط على التفاصيل. أما في إفريقيا ففي أغلب الأحيان تحتاج أولًا إلى بناء نظام احترافي لتبدأ العمل بشكل منظم.

تم نسخ الرابط