الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوترات التجارية يعززان توقعات ارتفاع أسعار الفضة
الإغلاق الحكومي الأمريكي والتوترات التجارية يعززان توقعات ارتفاع أسعار الفضة

يواصل الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة أسبوعه الثالث على التوالي، بعد فشل مجلس الشيوخ في تمرير مشروع قانون التمويل للمرة العاشرة، ما يجعله ثالث أطول إغلاق في تاريخ البلاد الحديث. هذا الجمود السياسي، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، يعمّق المخاوف من ركود اقتصادي محتمل، ويحفّز المستثمرين على التوجه نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة. وفي ظل هذه الظروف، يتوقع محللون ماليون ارتفاع أسعار الفضة خلال السنوات المقبلة، وسط تحذيرات من تقلبات محتملة في الأسواق.
استمرار الجمود السياسي
ويرى مراقبون أن استمرار الجمود السياسي في واشنطن يعمّق المخاوف من ركود اقتصادي محتمل، ويدفع المستثمرين إلى إعادة توجيه محافظهم نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب والفضة. ومن المقرر أن يجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج خلال الأيام المقبلة، تمهيدًا لقمة مرتقبة بين الرئيسين ترامب وشي جين بينج.
بنك أوف أمريكا
ورغم محاولات التقارب، وصفت الإدارة الأمريكية القيود التي فرضتها الصين على تصدير المعادن النادرة بأنها "عقبة رئيسية" أمام استئناف المفاوضات التجارية، بينما ردت بكين بفرض رسوم إضافية على السفن الأمريكية، ما أعاد إلى الواجهة شبح الحرب التجارية وتأثيرها على النمو العالمي. وفي هذا السياق، رفع بنك أوف أمريكا توقعاته لسعر الفضة إلى 65 دولارًا للأوقية بحلول عام 2026، مع متوسط سعري يبلغ 56.25 دولارًا، مستندًا إلى زيادة التدفقات الاستثمارية وارتفاع الطلب الصناعي، خصوصًا في مجالات الطاقة الشمسية والإلكترونيات.
و في المقابل، حذّر بنك جولدمان ساكس من احتمالية حدوث تصحيح سعري قصير الأجل، مشيرًا إلى أن الفضة أكثر تقلبًا من الذهب بسبب اعتمادها الكبير على الطلب الصناعي، والذي قد يتأثر سلبًا في حال تباطؤ الاقتصاد العالمي. أما ساكسو بنك فقد توقع مواصلة الفضة صعودها لتصل إلى 100 دولار للأوقية بحلول عام 2026، مدعومة بزيادة الطلب الصناعي والتحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة.
ويتفق المحللون على أن الفضة لا تزال مرشحة لمزيد من الارتفاعات، مع تزايد المحفزات على جانبي الطلب الصناعي والاستثماري، إلا أنهم في الوقت نفسه يحذرون من احتمالات تكرار موجات التصحيح السريع التي طالما ميّزت هذا المعدن شديد الحساسية للتقلبات الاقتصادية.