خبير استراتيجي: أي خرق لوقف إطلاق النار في غزة يعني فشل خطة السلام الأمريكية

أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بـ مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة تعكس حرصه الشديد على استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتثبيته كجزء أساسي من خطة السلام الأمريكية التي يسعى لترويجها عالميًا، مشيرًا إلى أن عودة الحرب من جديد ستُعَدُّ فشلًا ذريعًا لمشروعه السياسي في الشرق الأوسط.
تحركات أمريكية ميدانية
وأضاف أحمد، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «اليوم» المذاع عبر قناة DMC، أن الإدارة الأمريكية تتابع الموقف في غزة ميدانيًا عبر مبعوثها الخاص إلى الشرق الأوسط ويتكوف ونائبه جي دي فانس، اللذين وصلا إلى إسرائيل لمناقشة التطورات على الأرض ومحاولة التغلب على العقبات التي تهدد استقرار الهدنة.
وأوضح أن النوايا الإسرائيلية المتصاعدة دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الرضوخ لضغوط ترامب والموافقة على وقف العمليات العسكرية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الثقة في نتنياهو تظل محدودة، خصوصًا بعد استعادة عدد من الأسرى الإسرائيليين الأحياء من قطاع غزة، وهو ما قد يدفع بعض الأطراف داخل إسرائيل للمطالبة باستئناف العمليات مجددًا.
رسائل ترامب المزدوجة
وكشف الخبير الاستراتيجي أن ترامب وجّه رسائل مزدوجة إلى الطرفين، فهو من جهة يؤكد التزام واشنطن بوقف إطلاق النار طالما التزمت به حركة حماس، ومن جهة أخرى يمنح إسرائيل ضوءًا أخضر لاستئناف الهجمات العسكرية إذا قامت الحركة بأي خروقات.
ونوَّه بأن الرئيس الأمريكي دعا إلى نزع سلاح حماس بالكامل، وفي حال تعذُّر تحقيق ذلك عبر المسار الدبلوماسي فلن تتوانى الولايات المتحدة عن المشاركة في نزعه بالقوة، وهو ما يعكس نبرة حازمة في سياسة ترامب تجاه التنظيمات المسلحة في المنطقة.
خطة السلام تحت الاختبار
وأكد خبير العلاقات الدولية أن ترامب يراهن بقوة على نجاح خطته للسلام في الشرق الأوسط، باعتبارها إنجازه السياسي الأكبر الذي يسعى لتقديمه أمام الرأي العام الأمريكي والدولي، وأي تجدد للصراع في غزة سيقوض هذه الخطة، ويُضعِف موقعه السياسي.
وختتم بأن الرهانات الأمريكية الحالية تتركز على احتواء أي خروقات أو تصعيد محتمل، خصوصًا في ظل انعدام الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واستمرار ضغوط التيار اليميني المتشدد داخل إسرائيل على حكومة نتنياهو للعودة إلى الحرب بدعوى الرد على «خطر حماس» بعد استعادة الرهائن الأحياء.