عاجل

عماد الدين حسين: ترامب يسعى لاستغلال الأزمة السودانية لتلميع صورته السياسية

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، إن الاهتمام الأمريكي المتزايد بالأزمة السودانية في الفترة الأخيرة لا يرتبط فقط بالجوانب الإنسانية أو السياسية، بل يرتبط بشكل أكبر بحسابات انتخابية وشخصية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح حسين، خلال لقائه مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج منتصف النهار على قناة القاهرة الإخبارية، أن ترامب يسعى إلى تقديم نفسه أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي على أنه الرجل الذي "يوقف الحروب" و"ينقذ العالم" من النزاعات، خاصة في ظل حملته الانتخابية التي تعتمد بشكل كبير على صورته كقائد قوي وفعّال في السياسة الخارجية.

البحث عن "اللقطة الإعلامية"

وأضاف رئيس تحرير الشروق أن ترامب، الذي يستعد لخوض معركة سياسية جديدة خلال المرحلة المقبلة، يريد استثمار أي نجاح محتمل في ملف السودان كدليل على قدرته على التأثير في الملفات الدولية الساخنة.


وأشار إلى أن ترامب يسعى، حتى لو نجح في التوصل إلى هدنة ليوم واحد فقط، إلى استغلال ذلك إعلاميًا باعتباره إنجازًا شخصيًا، مشيرًا إلى أن "ما يريده ترامب بالأساس هو اللقطة الإعلامية التي يمكن أن يتحدث عنها طويلاً في خطاباته الانتخابية".

تكرار لنمط سياسي معروف

وأوضح حسين أن سلوك ترامب تجاه الأزمة السودانية يشبه ما فعله في ملفات أخرى، مثل غزة والعلاقات بين الهند وباكستان، حيث سعى إلى الظهور بمظهر "رجل السلام العالمي"، حتى وإن لم ينجح فعليًا في تحقيق حلول جذرية لتلك الأزمات.


وأضاف: "ترامب يريد أن يقول للناخبين الأمريكيين إنه الرئيس الذي أوقف الحروب في العالم، وأن فترة حكمه كانت أكثر استقرارًا مقارنة بإدارة جو بايدن الحالية".

رهانه على نوبل وتلميع الصورة

وأكد حسين أن ترامب لا يخفي طموحه في الحصول على جائزة نوبل للسلام، أو على الأقل في أن يُنظر إليه كشخص يستحقها، مشيرًا إلى أن هذا الدافع هو ما يجعله يتدخل في أكثر من ملف إقليمي، حتى وإن كان تدخله في كثير من الأحيان شكليًا أو رمزيًا.


واختتم حديثه قائلاً إن الأزمة السودانية، التي ما زالت تشهد تعقيدًا كبيرًا في الميدان والسياسة، أصبحت بالنسبة لترامب فرصة جديدة لترويج نفسه إعلاميًا أكثر من كونها محاولة جادة لوقف الحرب بشكل فعلي.

تم نسخ الرابط