على خطى الهلالي.. عبدالله رشدي يهاجم الصوفية: جعلوا دين الله تمسح وسجود للقبور

لم يتوقف السجال حول مشاهد المريدين في ذكرى احتفال السيد البدوي لعام 2025، حيث بدأ الأمر بهجوم الدكتور سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر، وفي جريان على خطاه قال الداعية عبدالله رشدي في انتقاده لمشاهد الاحتفالات: «قوم يريدون أن يجعلوا دين الله عبارةً عن التمسح بالقبور تحت اسم التبرك، ويبيحون السجود للقبور تحت اسم تحية الولي».
عبدالله رشدي يهاجم الصوفية
وتابع عبدالله رشدي من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: «يستحبون الصلاة عند الأضرحة بدعوى أن الصلاة عند الضريح أكثر بركةً، ويبيحون الرقص والطبل والزمر مع ذكر الله تحت اسم الحب والحال، ويحاربون من أجل أن يغرسوا في عقول الناس مشروعية التوجه للموتى لطلب الحاجات منهم بدلًا من طلبها من الله!، ثم من أنكر عليهم هذه الخزعبلات؛ غضبوا منه! فبالله عليكم؛ هل جاء نبينا بهذا العبث!؟».

وأردف عبدالله رشدي: «منذ متى ودينُ الإسلام يصنع وساطةً في العبادة بين العبد وربه حتى يضطر العبد لسؤال الميت صاحب الضريح بدلاً من سؤال الله!؟، مشددًا: «لا واسطة في العبادة بينك وبين الله، بمعنى أنك لابد أن تتوجه مباشرةً إلى الله، لا إلى ولي ولا إلى ميت».
واختتم عبدالله رشدي: «الحمد لله أن ضجَّ الناس بفعالكم وصار الخلق من كل مشربٍ ينشرون نصوص الأئمة في تقبيح هذه الأفعال، فاللهم أحينا على السنة وأمتنا عليها موحدين بك غير مبدلين ولا مفرطين».
كان المجلس الأعلى للطرق الصوفية قد أصدر بيانًا ردًا على سعد الدين الهلالي وعمرو أديب قال فيه إنّ الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرةٌ مشروعة وموروثٌ أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008)، (رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأنّ الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.
وبين المجلس أن جمهور المولد يضمّ قطاعًا واسعًا من عامة المصريين الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، ولا ينتمون بالضرورة إلى الطرق الصوفية، ومن ثمّ فإن نسبة أي تجاوزٍ إلى التصوف هي تضليلٌ مقصود. فالتصوف الأزهري الوسطي كما جاء على لسان العالم الجليل والمحدث الكبير أ.د/ أحمد عمر هاشم (رحمه الله): "لم يخرج من عباءته متطرفٌ أو منحرف رغم امتداده الكبير، وكان دائمًا مدرسةً في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلوّ والانقسام".
وقد جاء الاحتفال الرسمي للمشيخة هذا العام في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمَّن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي رضي الله عنه ومواقفه الوطنية والإيمانية، واختُتم بالابتهالات والمدائح النبوية الخاشعة في أجواءٍ من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.
وإذ تجدد المشيخة العامة التزامها بحماية التراث الروحي الأصيل، فإنها تؤكد أن طريقها هو الإصلاح بالعلم، والردّ بالحجة، والتربية بالمحبة، وأنّ من واجب الجميع صيانة مقامات أولياء الله من التشويه أو العبث، ورفض محاولات استغلال الرموز الدينية في تحقيق مكاسب إعلامية زائفة أو نشر الفتنة بين أبناء الوطن.