عاجل

هل الابتلاء غضب إلهي؟.. سالم عبدالجليل: 3 أمارات وهدي نبوي لتجاوز المحن| خاص

الدكتور سالم عبدالجليل
الدكتور سالم عبدالجليل

الابتلاء سنة ربانية وقد يظن البعض جهلًا أن المؤمن معافى منه وأن الابتلاء غضب من الله سبحانه وتعالى، بل ويواجه الابتلاء بالجزع واليأس ويذهب بنفسه إلى التهلكة، فهل في الجزع واليأس ضياع لما أعده الله سبحانه وتعالى للصابرين المحتسبين من خير وأجر؟

هل الابتلاء غضب إلهي؟

يقول الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: «الابتلاء بالضر سُنة ربانية وتأثيره يكون أقوى عندما يكون الإنسان مختلط عليه الأمور، لكن إذا عرف الناس حقيقة أن الله عزوجل خلقنا للابتلاء لارتاحوا».

وتابع: «لم نخلق في هذه الدنيا لتفرش لنا الورود وتضاء لنا الأنوار، إنما قال لنا الله تعالى: « أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ»، مشيرًا: خُلقنا للابتلاء لكن العجيب أن بعض الناس يظن أن المؤمن معافى من هذا الابتلاء دون تدبر في القرآن الذي يخبرنا أن الأشد ابتلاءً من هم أقوى إيمانًا وهذه سُنة الله في خلقه.

هل يكون الابتلاء فوق طاقتي؟

وأكمل: يقول الله تعالى: «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا»، وزلزلوا أي الابتلاء شديد، فيعتقد البعض أنه لا يستطيع تحمل الابتلاء، ونقول له : هل يكون الابتلاء فوق التحمل؟! بالقطع لا»، محذرًا: «من ظن بالله أن تكون المحنة فوق طاقته جهل بالله أنه سبحانه أحكم الحاكمين الذي لا يحمل عباده فوق طاقتهم، فمادام أمرنا بالصبر فإنه لا محالة الابتلاء في تحملنا وإذا كان الإنسان يشعر أنه غير قادر على التحمل فعليه أن يستعين بربه ويستجدي ربه»

وأضاف: «لنا في الرسول أسوة حسنة، فلما أوذي صلوات الله وسلامه عليه يوم أحد واستشهد 70 من الصحابة ومنهم حمزة أعلن النبي الانتقام وقال لأمثلن بسبعين فنزل القرآن يقول: «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ»، فقد خاطب الله سبحانه وتعالى النفس الذكية التي اصطفاها سبحانه ولم يترك له الاختيار فقال له: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ ۖ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ»، ثم يطمئنه ونحن معه وما صبرك إلا بالله.

ماذا أفعل إذا كانت المصيبة فوق احتمالي؟

وشدد: المصيبة شديدة طبعا من قال أنك ستذكر اسم الله تعالى إلا بإقدار الله لك كذلك الصبر وغيره من أمور الحياة تكون بعون الله لك، وليدرك كل مبتلى أن هناك بشرة ولنبلئونكم بشيء ثم بشر بالجنة والراحة في الدنيا بشرط الإيمان واليقين «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ»

وشدد: «أقسم بالله لو قالها إنسان صادق وبقلبه مهما كانت المصيبة ستنزل عليه بردًا وسلامًا كما كانت النار على إبراهيم، فالنبي حزن لكن لم يستدعي الجزع بل استدعى الصبر، والإيمان استجداء الرضا والصبر وليس الحزن والجزع حتى لا يكبر ويحيط بنا من كل جانب فتنتهي أمامه حياتنا باليأس ومنه إلى الانتحار.

ربنا بيصلي عليك زي النبي

وبشر الصابر بقوله: «تخيل ربنا يصلي عليك زي النبي هل تكون في زعل؟، يقول سبحانه: «أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ»،  فكيف بمن تغشاه الرحمة ويصلي عليه الله يكون حزين وجزع ويعتب على الله؟!.

وأردف: « فتش في قلبك عند الابتلاء هل كان قلبك ممتلئ بالله؟، فالله كافيك وكل مصيبة دونه قليلة، وإذا جزعت فإنك تعاني ضعف الإيمان وانعدام المحبة فمن كان الله حبيبه والنبي من بعده فكل شيء هين ما دامت دنيا، وهنا وجدنا امتثال إبراهيم لأمر ربه بذبح ابنه، لذا كان النبي يقول: «ولا تجعل مصيبتنا في ديننا». 

واختتم: هذا لا يعني تمني البلاء ولكن إن حدث فهذا هدي التعامل معه، مبينًا أمارة الصبر على الابتلاء، وهي:

  1. إمساك اللسان عن الشكوى.
  2. إمساك الجوارح عن فعل المكروه.
  3. إمساك القلب عن الجزع.
تم نسخ الرابط