فهمي: ترامب استحدث الدبلوماسية النرجسية وإسرائيل تناقض الاتفاق أكثر من حماس

أكد السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أدخل إلى العلاقات الدولية أسلوبًا جديدًا في إدارة الملفات السياسية أطلق عليه "الدبلوماسية النرجسية"، مشيرًا إلى أن ترامب تعامل مع القضايا الدولية بعقلية رجل الأعمال الذي يبحث عن المكسب والخسارة، لا من منطلق القيم والمبادئ أو مفاهيم الحق والباطل.
جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "الصورة" المذاع عبر شاشة قناة النهار، حيث تناول بالتحليل الاتفاق الأخير الخاص بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وما تبعه من تطورات سياسية ودبلوماسية.
صورة القدس مقابل شرم الشيخ
استعرض فهمي المقارنة بين صورة توقيع الاتفاق في القدس قبل عامين، والتي جمعت فقط إسرائيل والولايات المتحدة، وبين صورة قمة شرم الشيخ التي ضمت ما بين 30 إلى 40 دولة عربية وإسلامية وغربية، مؤكدًا أن مشهد شرم الشيخ عبّر عن موقف دولي واسع يرفض الانفراد الأمريكي الإسرائيلي بالمشهد السياسي.
وقال: "الصورة الأولى في القدس كانت تختصر العالم في دولتين فقط، أما في شرم الشيخ فقد حضرت عشرات الدول، ما يعكس أن المجتمع الدولي عاد ليقول كلمته، وأن المشروع العربي لا يزال واضحًا وهو الوصول إلى حل الدولتين."
تناقض إسرائيلي أكبر من حماس
وفي رده على تعليق لميس الحديدي بأن ميزان القوة لا يزال بيد واشنطن وتل أبيب، قال فهمي:"مظبوط، لكن تناقض إسرائيل مع نص الاتفاق أكبر بكثير من تناقض حماس."
وأوضح أن إسرائيل تُظهر مرونة شكلية في العلن بينما تخالف مضمون الاتفاق على الأرض، في حين أن الموقف الفلسطيني رغم الصعوبات والانقسامات أكثر التزامًا من الناحية العملية.
عودة حل الدولتين إلى المشهد
وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أن كثيرين اعتقدوا خلال العامين الماضيين أن فكرة حل الدولتين انتهت، إلا أن التطورات الأخيرة أثبتت عكس ذلك، موضحًا أن عشر دول غربية اعترفت مؤخرًا بفلسطين، كما شهد العالم مظاهرات واسعة دعمًا للحقوق الفلسطينية ورفضًا للممارسات الإسرائيلية.
وأضاف أن هذه التحركات الدولية تؤكد أن القضية الفلسطينية لا تزال حيّة في الوعي العالمي، وأن المجتمع الدولي بدأ يستعيد توازنه بعد سنوات من الانحياز الأمريكي لإسرائيل.
ترامب وصناعة الصورة
وحول سؤال لميس الحديدي عن مدى استمرار ترامب كضامن للاتفاق، أوضح فهمي أن ترامب كان يسعى في الأساس إلى صناعة صورة إعلامية لنفسه كصانع للسلام أمام المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن حضوره في قمة شرم الشيخ كان جزءًا من هذا النهج القائم على إبراز الذات وتضخيم الدور الشخصي.
وقال فهمي في ختام حديثه: "الدبلوماسية النرجسية التي ابتكرها ترامب جعلت الاهتمام العالمي منصبًا عليه شخصيًا، لا على القضايا نفسها، وهو ما يمثل تحولًا خطيرًا في طريقة إدارة السياسة الدولية."