شكاوى سكان "دجلة بالمز": عروسين يكتشفان سرقة كابل الكهرباء قبل الإقامة

رغم ما يُروّج له من كونه أحد أكبر المشروعات السكنية في مدينة السادس من أكتوبر، تتزايد الشكاوى يومًا بعد يوم من كمبوند "دجلة بالمز" التابع لشركة معمار المرشدي، حيث رصد "قسم العقارات" إحدى الوقائع الصادمة التي تعكس حجم المعاناة التي قد يواجهها المستأجرون الجدد، بل وحتى قبل الإقامة الفعلية في وحداتهم.
سرقة كابل الكهرباء بالكامل من شقة عرسان قبل فرشها
في بداية أكتوبر، استأجر عروسان شقة داخل كمبوند "دجلة بالمز" ضمن استعداداتهم لبداية حياتهما الزوجية، غير أنهما فوجئا، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من توقيع العقد، باتصال من السمسار يخبرهما بأن الكهرباء مفصولة عن الشقة تمامًا، وبالكشف تبيّن أن كابل الكهرباء الواصل من العداد إلى داخل الوحدة قد تم سرقته بالكامل.
ليست الشقة وحدها المتضررة، إذ انقطعت الكهرباء كذلك عن وحدة مجاورة مأهولة بالسكان، مما يؤكد أن السرقة لم تكن حالة فردية بل جزء من مشكلة أمنية أوسع داخل الكمبوند.
المالك يتنصل والكمبوند لا يتحرك
عند التواصل مع مالك الوحدة، جاء الرد مفاجئًا ومُحبطًا للعروسين؛ حيث قال نصًا: "أنت دلوقتي مستأجر.. تصرّف زي ما تحب، اعمل محضر أو روح شركة الكهرباء يشوفوا لك حل". واكتفى بعرض تركيبة "حديد" على العداد مستقبلًا كإجراء وقائي، رافضًا تحمّل أي جزء من تكاليف الإصلاح.
السلك المسروق يُقدّر بحوالي 8 أمتار، وسعر المتر الواحد يتجاوز 220 جنيهًا، أي أن العروسين مطالبان بسداد ما لا يقل عن 1760 جنيهًا فقط لإعادة توصيل الكهرباء، بالإضافة إلى أجور التركيب وشراء الكابلات، وكل ذلك دون أن تطأ أقدامهما الشقة فعليًا.
أزمة أعمق في دجلة بالمز وضعف التأمين والخدمات رغم الدعاية الضخمة
ليست هذه الواقعة فردية، بل تتكرر بصور متعددة في دجلة بالمز، بحسب ما رصده محررونا من مراجعات وشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اشتكى العديد من السكان والمشترين من:
ضعف خدمات الأمن والحراسة رغم الرسوم المرتفعة.
انقطاعات كهرباء متكررة وتأخر في التعامل مع الأعطال.
مشكلات في التشطيبات وتسليم الوحدات تختلف عمّا تم الإعلان عنه.
عدم وضوح مسؤوليات ما بعد البيع أو الإيجار، وتحميل المستأجرين تكاليف صيانة أو إصلاحات لا يتحملونها قانونيًا.
المالك مسؤول طالما لم يتم التسليم الفعلي
بحسب متخصصين في الشؤون العقارية، فإن المالك مسؤول عن تأمين الوحدة وتسليمها بحالة صالحة للسكن، خاصة إذا لم يبدأ المستأجر في الإقامة الفعلية بعد. ووجود سرقة في محيط الكمبوند يطرح تساؤلات جدية حول مدى التزام إدارة المشروع بتوفير الحد الأدنى من الأمن والحماية للسكان الجدد.
كما أشار القانونيون إلى أهمية تحرير محضر رسمي بالواقعة، والتوجه إلى شركة الكهرباء للتنسيق بشأن إعادة التيار مع تقديم المستندات المطلوبة، بما في ذلك صورة عقد الإيجار ومحضر الشرطة.
هل ما زال "دجلة بالمز" صفقة رابحة؟
رغم ما يتم تسويقه حول المشروع كواحد من أفضل الكمبوندات في 6 أكتوبر، فإن وقائع مثل هذه تؤكد أهمية التحقق الميداني قبل شراء أو استئجار أي وحدة. الأسعار التي تجاوزت 35 ألف جنيه للمتر في بعض الوحدات، قد لا تعكس بالضرورة جودة الخدمة أو الأمان المنتظر في "كمبوند متكامل الخدمات".
قبل التعاقد، يُنصح دائمًا بالتأكد من حالة الوحدة، وقراءة بنود العقد بعناية، والاستفسار عن خدمات الصيانة والأمن، خاصة في مشروعات كبيرة تتسع لمئات الوحدات مثل دجلة بالمز.