عاجل

ست بـ100 راجل.. «أم عمر» أول سيدة تفتح مخبزًا للعيش الشمسي في المنيا

أم عمر بالمنيا
أم عمر بالمنيا

داخل إحدى أزقة شوارع مدينة ملوي،  جنوب محافظة المنيا،  بـ عروس الصعيد، تقف «أم عمر» أمام فرنها لتتصاعد منه رائحة العيش الشمسي، التي تملأ المكان دفئًا وأملاً، لم تكن تتخيل يومًا أن يتحول "الدقيق الذي منحها إياه أحد فاعلي الخير" إلى مشروع حياتها، ولا أن تصبح أول سيدة في المنيا تفتح مخبزًا لصناعة العيش الشمسي، لتثبت أن الإرادة لا تعرف المستحيل.

بداية من رماد المعاناة

وجدت مرفت المعروفة بين أهل منطقتها باسم «أم عمر»، في العقد الثالث من عمرها، نفسها وحيدة بعد انفصالها عن زوجها الذي كان يقيم بمحافظة قنا، لتعود إلى مسقط رأسها في ملوي، وهي تحمل على عاتقها مسؤولية أربعة أطفال صغار، دون سند أو مصدر رزق، خاصة بعد وفاة والدها الذي كان السند الوحيد لها، لم يكن أمامها سوى الصبر والأمل، حتى جاءت لحظة غيرت مسار حياتها تمامًا.

أم عمر بالمنيا 
أم عمر بالمنيا 

فرن بسيط فتح أبواب الرزق

منحها أحد فاعلي الخير ذات يوم، جوال من الدقيق لتخبز به لأطفالها الجائعين، لكنها لم تكن تملك فرنًا أو أدوات للخبز، تدخل أحد الجيران عارضًا عليها استخدام فرنه وأنبوبته، لتبدأ أولى خطواتها في صناعة العيش الشمسي، لم يكن الأمر مجرد وجبة لأطفالها، بل كانت تلك "الخميرة الأولى" لمشروعها المستقبلي، بعدما لاحظت أن الجيران والأهالي يتوافدون عليها لشراء الخبز الطازج الذي تصنعه بيديها.

من بوست على فيسبوك إلى أول مخبز نسائي

نشرت «أم عمر» منشورًا بسيطًا على موقع فيسبوك، بدافع الاجتهاد وحبها للعمل، تعرض فيه بيع العيش الشمسي من منزلها، لم تتوقع أن يتفاعل معه مئات المواطنين، لتتلقى طلبات يومية من داخل وخارج المدينة، ومع الوقت قررت تحويل فكرتها إلى مشروع حقيقي، لتؤسس أول مخبز نسائي لصناعة العيش الشمسي في المنيا، مجهزًا بالأدوات البسيطة وبدعم من الأهالي الذين أصبحوا زبائن دائمين لها.

أم عمر بالمنيا 
أم عمر بالمنيا 

إرادة تصنع الفرق

تقول «أم عمر» بابتسامة يملؤها الإصرار لـ نيوز رووم: "ده أكل عيشي، وربنا رزقني ببركة التعب، كنت بخبز لأولادي وبقيت بخبز للبلد كلها"، اليوم أصبحت رمزًا للكفاح النسائي في الصعيد، ومثالًا يحتذى به لكل امرأة قررت أن تنهض رغم الصعاب.

أم عمر بالمنيا 
أم عمر بالمنيا 

بينما قصتها ليست مجرد نجاح اقتصادي، بل حكاية صبر، وعزيمة، ورسالة واضحة أن المرأة قادرة على تحويل الألم إلى أمل، والاحتياج إلى إنجاز.

ام عمر بالمنيا

تم نسخ الرابط