جميل عفيفي: الدولة المصرية تخوض معركة وعي شرسة لحماية عقول المواطنين

قال الكاتب الصحفي جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام، إن الدولة المصرية تخوض حاليًا واحدة من أخطر المعارك التي يمكن أن تواجهها أية دولة في العصر الحديث، وهي معركة الوعي، مشيرًا إلى أن هذه المعركة لا تعتمد على الأسلحة التقليدية، بل تتم بأساليب أكثر خطورة تعتمد على الشائعات والتضليل وهدم الدول من الداخل دون إطلاق رصاصة واحدة.

الحرب الحديثة لم تعد بين جيوش نظامية

وأكد جميل عفيفي، في مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، خلال تغطية فعاليات الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، إن شكل الحروب قد تغيّر جذريًا خلال العقود الأخيرة، موضحًا أن الحرب الحديثة لم تعد بين جيوش نظامية، بل أصبحت تستهدف وعي المواطن، وتسعى لتفكيك المجتمع وبث الفوضى من خلال نشر الأكاذيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار جميل عفيفي إلى أن مصر واجهت هذا النوع من الحروب منذ عام 2011، وتعرضت لحملات شرسة من الشائعات والأكاذيب، لافتًا إلى أن هذه الحملات بلغت ذروتها خلال وبعد أحداث 25 يناير، ثم عادت بشكل أعنف عقب ثورة 30 يونيو، في محاولة مستمرة لإسقاط الدولة وإرباك مؤسساتها.

وأوضح جميل عفيفي أن الدولة المصرية حرصت منذ ذلك الحين على تنمية وعي المواطن، ورفع إدراكه بمخاطر هذه الحرب الخفية، مؤكدًا أن المواطن المصري يمتلك وعيًا فطريًا، يتم البناء عليه من خلال برامج التثقيف والمواجهة الإعلامية المنظمة.

التجربة المصرية في مواجهة الشائعات تعد نموذجًا يُحتذى به

وأضاف جميل عفيفي أن التجربة المصرية في مواجهة الشائعات تعد نموذجًا يُحتذى به، مشيرًا إلى أن الشعب المصري استطاع أن يسقط أكبر تنظيم إرهابي تولى الحكم، وواجه الأكاذيب بحكمة واستيعاب، وظل ملتفًا حول دولته وجيشه وقيادته السياسية.

ونوه جميل عفيفي إلى أن هناك ضرورة قصوى لمواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية الحديثة، والتفاعل مع الأجيال الجديدة بلغتهم وأدواتهم، قائلاً: "الشباب اليوم يعيشون على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلينا أن نخاطبهم بلغتهم، ونوضح الحقائق في الوقت المناسب".

معركة الوعي لا تقتصر على الحكومة وحدها

وتابع عفيفي قائلاً إن معركة الوعي لا تقتصر على الحكومة وحدها، بل يجب أن تشارك فيها كل مؤسسات الدولة، من وزارة التربية والتعليم، والجامعات، ودور العبادة، والمراكز الثقافية، والأندية الرياضية، موضحًا أن هذا التكامل هو السبيل لمجتمع محصن فكريًا.

وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد كشف في أحد خطاباته عام 2017 عن أن مصر تعرضت خلال ثلاثة أشهر فقط إلى أكثر من 21 ألف شائعة، بمعدل حوالي 250 شائعة يوميًا، وهو ما يُظهر حجم الهجمة الممنهجة التي تستهدف الدولة من الداخل.