عاجل

"غير مقبولة شرعًا".. عبدالله رشدي ينتقد بعض الأفعال عند السيد البدوي

البدوي
البدوي

علق الداعية عبدالله رشدي على من ينسبون للسيد البدوي بعض الأمور ويطلقون عليها "كرامات"، مؤكدًا أن هذه الأمور غير مقبولة شرعًا.

وقال رشدي في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة إكس: أعجب من الذين يغردون خارج السرب! كون البدوي وليا ليس من الأمر واجب الاعتقاد، بل يكفي المسلمَ أن يعتقده من جملة المسلمين، وألا يقع فيه بلا دليل. ومن قلد من اعتقدوه وليا فله ذلك ولا بأس. الإشكال الآن في جهتين: الأولى: أن ينسب له بعض الناسِ أموراً وينشرونها بيننا وكأنها كرامات وهي مما لا يقبله الشرع كترك الصلاة بدعوى أن الحق اجتذبَه إليه، أو كقتلِه الناسَ إذا رأوا وجهَه، أو كمدحه لمن يشربون قيئه -الترجيع يعني بتاعه- أو أنه مات وقام من الأموات فغسَّلَ نفسَه ثم مات تاني، ونحو ذلك من الخبل.

 الثانية: البِدع والقباحات التي تحدث في المولد، كاختلاط الرجال بالنساء في ما يسمى بالرقص على الأنغام، والسجود للقبر بدعوى تقبيل الأرض بين يدي الولي، والغلو القبيح في الميت وطلب الحوائج منه، والاعتقاد بأن البدوي يتصرف في الكون! هذان هما الإشكالان؛ علِّموا هؤلاء المشايخ أن يطوِّروا خطابَهم ويَتركوا هذه الخزعبلات علشان كفاية هرتلة! وعلِّموا العامةَ أن ما يحدثُ عند القبر مما ذكرناه ما هو إلا ضلالٌ . أما أن تسكتوا عن هذا وتُحولوا ساحة الكلام نحو شخص البدوي فهذا التفافٌ عن ما ينبغي الكلام فيه. أما البدوي في حد ذاته فلا إشكال فيه إذ لا يثبت أن الرجل أمر بما يخالف الشرع، بل قد ذكر غير واحد من العلماء أنه كان صالحاً زاهداً.

 

 

السيد أحمد بن علي بن يحيى البدوي الحسيني الفاسي أحد أعلام التصوف الإسلامي وركيزة من ركائز الروحانية في مصر والعالم العربي والإسلامي. وُلد بمدينة فاس المغربية عام 596 هـ / 1199 م لأسرة حسينية شريفة تنتسب إلى الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، وهاجر مع أسرته إلى مكة المكرمة حيث نشأ في بيئة دينية نقية تزدان بحب الله ورسوله، فحفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتشرب علوم الشريعة والتصوف حتى صار من كبار العارفين بالله.

قبلة الروحانيين

ارتحل إلى في شبابه إلى  العراق حيث تتلمذ على يد كبار مشايخ القوم، ثم استقر به المقام في مدينة طنطا المصرية، التي أصبحت قبلة للروحانيين ومحبي آل البيت من شتى بقاع الأرض، واتخذ من زواياه منارةً للذكر والعبادة والإصلاح، وبثّ فيها روح التآخي والإيمان.

لقّب الإمام البدوي بـ "الشيخ أبو الفتيان" و"السيد البدوي" و"السطوحي"، وعرف بصفاء روحه وكراماته التي تناقلتها الألسنة جيلاً بعد جيل، حتى غدا رمزًا للتقوى والجهاد الروحي، ومثالًا للمجاهد الصامت الذي أحيا القلوب بسكونه، وجمَع الناس على كلمة الحق والمحبة.

الطرق الصوفية الكبرى

وأسس طريقته المعروفة باسم الطريقة الأحمدية أو البدوية، وهي من الطرق الصوفية الكبرى التي امتدت في مصر والمغرب والشام والسودان، وتستمد منهجها من الكتاب والسنة، وتقوم على تزكية النفس ومجاهدة الهوى وخدمة الخلق، فكان لها دور بارز في نشر الأخلاق والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

رحل الإمام السيد أحمد البدوي إلى جوار ربه عام 675 هـ / 1276 م، ودُفن في مسجده بمدينة طنطا، الذي بات مزارًا عظيمًا ومهوى أفئدة الملايين من الزائرين في مولده السنوي، الذي يعد من أكبر وأعرق الموالد في العالم الإسلامي، ومناسبة تتجلى فيها قيم المحبة والوحدة والتسامح التي دعا إليها الإسلام.

  وبعد مرور أكثر من سبعة قرون على رحيله، يظل مولد السيد البدوي رمزًا للتآلف والتراحم، وملتقى لأبناء الوطن الذين يجتمعون على حب آل البيت، وتجسيدًا حيًّا للإسلام الوسطي الذي يُعلي من شأن العمل الصالح والنية الخالصة، بعيدًا عن الغلو والتشدد. وبرغم كل محاولات التشويه التي يسعى أصحاب الفكر المتشدد إلى بثها في المجتمع، تبقى الحقيقة واضحة جلية: أن التصوف الأصيل هو الحارس الأمين لقيم الدين ووسطية الإسلام، وصوت الحق باقٍ لا يخبو نوره مهما تعالت الأصوات الزائفة.

تم نسخ الرابط