من قمرة الميج-21 لصفحات المجد.. اللواء شاكر فتح الله بطل معركة المنصورة الجوية

من بين نسور الجو الذين سطروا أسماءهم في سجل الشرف الوطني، يبرز اسم اللواء طيار أركان حرب شاكر فتح الله، أحد أبطال معركة المنصورة الجوية، التي تعد أطول وأشرس معركة جوية في التاريخ الحديث، وأحد الفصول المضيئة في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.
رحلة عسكرية مشرفة
التحق اللواء شاكر فتح الله بصفوف القوات الجوية المصرية ضمن دفعات الطيارين المقاتلين الذين تربوا على الانضباط والإقدام والتضحية، وتدرج في المواقع القتالية حتى أصبح من أبرز طياري الميج-21، تلك الطائرة الأسطورية التي شكلت العمود الفقري للقوات الجوية المصرية في حرب أكتوبر 1973.
معركة المنصورة.. 50 دقيقة من المجد
في 14 أكتوبر 1973، حاولت طائرات العدو الإسرائيلي من طراز “فانتوم” و“سكاي هوك” مهاجمة قاعدة المنصورة الجوية، لكنهم فوجئوا بتصدي الطيارين المصريين بقيادة أبطال مثل شاكر فتح الله، الذين خاضوا معركة استمرت أكثر من 50 دقيقة متواصلة، وهي الأطول في التاريخ العسكري الحديث، انتهت بتدمير أكثر من 17 طائرة معادية، دون أن تنجح أي منها في إصابة المطار أو كسر الروح القتالية المصرية، ولم تكن معركة المنصورة مجرد معركة طيران، بل كانت معركة إرادة، انتصر فيها الإيمان بالوطن على التكنولوجيا المتفوقة للعدو.
الخلود في الذاكرة الوطنية
بعد انتهاء الحرب، واصل اللواء شاكر فتح الله خدمته في القوات الجوية حتى تقاعده، محافظاً على روح المقاتل التي حملها في الجو، وأصبح شاهدًا على مرحلة بطولية نقلها للأجيال الجديدة من خلال مشاركاته في الندوات الوطنية والبرامج الوثائقية.
وسام من الوطن
يُعد اللواء شاكر فتح الله واحداً من الرموز الذين جسدوا معنى البطولة والالتزام والانتماء، ممن خاضوا حرباً عادلة لاسترداد الأرض والكرامة.
وساهمت شهاداته في إثراء الذاكرة العسكرية المصرية وتوثيق ملاحم النصر الجوي الذي غيّر مجرى الحرب.