عاجل

عشاء مع محمد علي ومصارعي السومو… حكاية من زمن الأساطير

عشاء مع محمد علي
عشاء مع محمد علي

كانت قاعة ألبرت الملكية في لندن مسرح لحدث استثنائي عام 1991 عندما استقدمت بطولة مصارعة السومو الكبرى لأول مرة إلى خارج اليابان، بفضل جهود اللورد روثرمير، أحد أبرز رموز الصحافة البريطانية وصاحب الرؤية التي جمعت بين الثقافة والرياضة في أعرق قاعات العالم.

بعد 34 عاما من تلك الليلة التاريخية الأولى، عادت طقوس الدهويو القديمة إلى المكان ذاته، لتعيد إلى الذاكرة أصوات الطبول ووقع أقدام العمالقة الذين جسدوا أقدس طقوس القتال اليابانية على الإطلاق.

 

لقاء غير متوقع بين الأسطورة والعملاق

في ذلك العام، أوفدت بوصفي مراسل لصحيفة ديلي ميل إلى طوكيو لتغطية الحدث النادر، وإقناع محمد علي كلاي، الذي كان قد أعلن تقاعده حديث، بالحضور والمشاركة الرمزية في الاحتفال.
كان علي لا يزال يحتفظ بجاذبيته الأسطورية رغم ابتعاده عن الحلبة، وقد وافق على الانضمام إلينا بعد جلسة عشاء طويلة على مائدة مليئة بأرز الجبل واليخنة الطبق المفضل لمصارعي السومو.

لكن الحدث الأكثر فرادة لم يكن اللقاء مع علي وحده، بل مأدبة الغداء التي جمعتني بالمصارع العظيم تشيونوفوجي، أحد أبرز أبطال السومو في التاريخ، في مطعم سيمبسونز إن ذا ستراند الشهير في لندن.

ذلك المطعم العريق، الذي كان يوم معبد لعشاق الشطرنج وملاذ للنبلاء، استضاف لقاءً سيظل محفور في ذاكرتي إلى الأبد.

 

وليمة بحجم الأبطال

جلس تشيونوفوجي في ثوبه التقليدي المهيب، تحيط به عربات الفضة العتيقة، وبدأ يتناول وجبته بأسلوب يليق بأسطورة.
لم يكن يختار نوع واحد من اللحم، بل تذوقها جميعا لحم البقر، والضأن، والخنزير، والغزال، والديك الرومي، وحتى شرائح الكبد والكلى الضخمة.
وقد بقيت صورة ذلك الغداء معلقة على جدران المطعم المصنوعة من خشب البلوط لأكثر من ربع قرن، شاهدة على لحظة جمعت بين ثقافتين مختلفتين يجمعهما الاحترام والانضباط.

 

السومو

ورغم ضخامة بنيته، كان تشيونوفوجي من أخف المصارعين وزن – 120 كيلوجرامًا فقط أي قريب من وزن أبطال الملاكمة العالميين مثل جورج فورمان (118 كغم) ولينوكس لويس (116 كغم).
لكن ما ميزه لم يكن حجمه، بل ذكاؤه، وسرعته، ودقته التقنية، وهي الصفات التي جعلته يحكم حلبات السومو على مدى عقدين من الزمن، ويخوض أكثر من ألف نزال احترافي، محققًا أكثر من 850 انتصارًا.

في زمنه، كانت تذاكر مشاهدته تباع بـ300 جنيه إسترليني، أما اليوم فقد تصل إلى 2000 جنيه إسترليني لمتابعة نجوم الجيل الحالي الذين يبلغ متوسط أوزانهم نحو 150 كيلوجرامًا.

تم نسخ الرابط