القبة التايوانية.. مشروع دفاعي يرعب بكين ويعزز عزلة الصين
أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، خلال احتفال العيد الوطني، أن بلاده تنوي الشروع فورًا في تنفيذ مشروع (تي دوم) «T‑Dome»، وهو نظام دفاع جوي متعدد الطبقات مصمم لتعزيز قدرات الردع في مواجهة الصين التي ينظر إلى أنها فقدت صبرها تجاه التغييرات العسكرية في المنطقة.
وقال لاي: «سنسرع بناء نظام دفاع جوي صارم، شبكات رصد واعتراض عالية المستوى، كي ننسج شبكة أمان تحمي حياة وممتلكات مواطنينا».
منعرج تصعيدي في العلاقات الصينية‑التايوانية
ويرى محللون عسكريون أن العلاقات بين تايوان والصين دخلت مسارًا تصعيديًا خطيرًا منذ تولي لاي للسلطة في مايو 2024، إذ يتبنى سياسة أكثر جرأة من سابقه تجاه بكين، مؤمنًا بأن «السلام يبنى من خلال الردع».
وتشير تحليلات إلى أن “لاي” يستلهم نموذج المقاومة الأوكرانية الذي وصفته السلطات التايوانية بأنه دليل على أن القوة الأخلاقية والمقاومة تردع الغزو في تحضير بلاده لأي عمل عسكري محتمل من الصين.
«القبة التايوانية»… دفاع جديد في مواجهة تهديدات جوية
وأوضح لاي أن «القبة التايوانية» ستكون مختلفة عن نماذج مثل القبة الحديدية الإسرائيلية أو القبة الذهبية الأمريكية، إذ ستدمج منظومات رصد واعتراض وصواريخ وطائرات مسيرة في شبكة واحدة، بنهج «من الاستشعار إلى الإطلاق» (sensor‑to‑shooter)، وستعتمد تايوان في تنفيذ المشروع على صناعات محلية وشراكات استراتيجية مع شركات دفاع أمريكية.
أبرز التحديات تلوح في الأفق
ولكن التنفيذ لن يكون سهلاً، فالمشروع يحتاج إلى ميزانية ضخمة قد تصل إلى رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5 % من الناتج المحلي لعام 2030، بالإضافة إلى اعتماد تكنولوجي متقدم، وإلى توفير كوادر بشرية مؤهلة في ظل عزوف بعض الشباب عن التجنيد والمواجهة العسكرية.
واشنطن تمشي على حافة الهاوية مع بكين
وبالنسبة للولايات المتحدة، فترى مصادر عسكرية أنها حتى الآن مترددة في تحديد مدى تدخلها العسكري المباشر في أي صراع لتاي وان، ولكن في الوقت نفسه تمكن الورقة التايوانية من العصا الاقتصادية والسياسية تجاه الصين، كما يظهر في مشاريع قوانين أمريكية لتعزيز قدرات تايوان العسكرية وفرض عقوبات حال الغزو الصيني بينما تبقى الخيارات العسكرية الفعلية «على الطاولة لكنها لم تفعل بعد».
الصبر الصيني أصبح محدودًا
في المقابل، تعتبر بكين مشروع T‑Dome (تي دوم)، خطوة تصعيدية نحو الانفصال، مؤكدة أن «مسألة تايوان شأن داخلي لا نقبل فيه أي تدخل خارجي».
وحذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من أن «الوحدة تنتزع بالقوة إن لزم الأمر»، ملوحًا بأن الخيار العسكري يبقى مطروحًا.
