ريحان: إسرائيل تعرقل تنفيذ اتفاق حصر السلاح في لبنان وحزب الله المستفيد

قال الكاتب الصحفي إبراهيم ريحان، إن الحكومة اللبنانية تبذل جهودًا جدية منذ اللحظة الأولى لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشأن حصر السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني بدأ بالفعل المرحلة الأولى من خطته الأمنية في جنوب نهر الليطاني.
جيش لبنان تمكن من مصادرة عشرات الآلاف من المقذوفات والصواريخ
وأوضح ريحان، خلال مداخلة عبر قناة الحدث، أن مجلس الوزراء اللبناني أصدر قرارين بهذا الصدد في شهر أغسطس الماضي، وأن الجيش اللبناني تمكن حتى الآن من مصادرة عشرات الآلاف من المقذوفات والصواريخ، بحسب ما أكدته القيادة المركزية الأمريكية قبل أيام.
وأشار إلى أن قدرات الجيش اللبناني تظل محدودة مقارنة بإمكانات حزب الله أو الجيش الإسرائيلي، إلا أن الجيش يعمل ضمن الإمكانيات المتاحة وينفذ المهام المنوطة به دون تقاعس.
ونوه ريحان إلى أن التقدم الذي أحرزه الجيش في المرحلة الأولى من الخطة سيتواصل، على أن تشمل المرحلة الثانية منطقة شمال نهر الليطاني، لافتًا إلى أن القيادة السياسية في لبنان، ممثلة بالرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الحدودية المتبقية يُعيق استكمال تنفيذ الخطة الأمنية.
بقاء القوات الإسرائيلية في تلك النقاط الخمس يمنح حزب الله ذريعة لرفض تسليم سلاحه
وأكد ريحان أن بقاء القوات الإسرائيلية في تلك النقاط الخمس يمنح حزب الله ذريعة لرفض تسليم سلاحه، في حين يتمسك الحزب بسلاحه بذريعة استمرار الاحتلال، وهو ما يضع الدولة اللبنانية والجيش في موقف حرج.
وتابع أن الخطاب الرسمي اللبناني قدّم ما يكفي لإثبات التزام الدولة بخطة حصر السلاح، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني سيعرض تقريره الثاني أمام مجلس الوزراء، ثم أمام لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة، من بينهم الضابط الأمريكي مورغان أوريغوس.
وأضاف أن لبنان سيطلب من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل للانسحاب من النقاط الخمس، تمهيدًا لاستكمال انتشار الجيش، وبالتالي سحب الذريعة التي يستخدمها حزب الله للاحتفاظ بسلاحه، وهو ما تعترف به حتى الصحافة الإسرائيلية، كما ورد في تقرير لـ"جيروزاليم بوست".
وأوضح ريحان أن الجيش اللبناني لا يعمل فقط في الجنوب، بل نفذ عمليات مصادرة للسلاح مؤخرًا في مناطق البقاع أيضًا، مشددًا على أن دخول الجيش إلى أي منشأة أو مخزن يتم بشكل فوري بمجرد توفر المعلومات.
المشهد الإقليمي المعقد يزيد من صعوبة الوضع
وأشار إلى أن المشهد الإقليمي المعقد يزيد من صعوبة الوضع، خاصة أن رئيس الجمهورية سبق وأكد على ضرورة ألا يفوّت لبنان فرصة التسويات في المنطقة، مشددًا على أن أي اتفاق مستقبلي لا بد أن يكون عنوانه الأساسي هو نزع سلاح حزب الله.
وأضاف ريحان أن الحديث عن مفاوضات غير مباشرة جديدة بين لبنان وإسرائيل، قد يحمل نفس الطابع الذي جرت به مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، والتي تُعد تجربة ناجحة من وجهة نظر القيادة اللبنانية.
وأكد أن الرؤساء الثلاثة في لبنان (الجمهورية، الحكومة، والنواب) متفقون على أن أي مفاوضات مع إسرائيل ينبغي أن تتم عبر وساطة، على غرار اتفاق ترسيم الحدود البحرية، دون الدخول في مفاوضات مباشرة.