هل تعيق العقوبات الأوروبية رحلة بوتين إلى بودابست للقاء ترامب؟

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن لقاء مرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست خلال الأسبوعين المقبلين، تساؤلات عديدة حول مدى تأثير العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على هذه الزيارة، خاصة في ما يتعلق بالجوانب اللوجستية والقانونية المرتبطة بعبور الطائرة الرئاسية الروسية فوق أجواء أوروبا.
ودفعت التصريحات التي جاءت مساء الخميس الماضي عقب مكالمة هاتفية وصفها ترامب بأنها مثمرة جداً، دفعت المفوضية الأوروبية إلى إصدار توضيح رسمي بشأن إمكانية عبور طائرة بوتين إلى بودابست.
وأكدت المفوضية الأوروبية أن العقوبات المفروضة على روسيا لا تتضمن حظراً على سفر الرئيس الروسي أو وزير خارجيته سيرجي لافروف إلى دول الاتحاد الأوروبي.

المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية: لا توجد في العقوبات بنود تمنع بوتين من دخول دول القارة
ونقلت كالة نوفوستي الروسية، عن المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، أنيتا هايبر، قائلة إن العقوبات الأوروبية تقتصر على تجميد الأصول المالية لكل من بوتين ولافروف، مضيفة أنه لا توجد في هذه العقوبات بنود تمنع الرئيس الروسي أو وزير خارجيته من دخول أراضي دول الاتحاد الأوروبي، موضحة أنه من الناحية القانونية، لا يوجد ما يعرقل عقد القمة في المجر.
من جانبه، أوضح المتحدث الأوروبي أولوف جيل أن مسألة عبور الطائرة الرئاسية الروسية عبر أجواء دول الاتحاد الأوروبي هي من اختصاص حكومات هذه الدول، وليست من صلاحيات المفوضية الأوروبية، ما يعني أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود إلى كل دولة على حدة.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تتسارع فيه التحضيرات لعقد قمة روسية أمريكية في العاصمة المجرية، يرجح أن تركز على سبل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.
وتحيط المجر، الواقعة في قلب أوروبا، بها سلوفاكيا من الشمال، أوكرانيا من الشمال الشرقي، رومانيا من الشرق، كرواتيا وصربيا وسلوفينيا من الجنوب، وأخيرًا النمسا من الغرب، وهي دولة غير ساحلية تقع ضمن حوض الكاربات.
لا عوائق قانونية أمام زيارة بوتين للمجر
في هذا السياق، أكدت الحكومة المجرية الجمعة الماضي أنه لا توجد أية مشاكل قانونية قد تمنع زيارة الرئيس الروسي إلى أراضيها للقاء نظيره الأمريكي.
وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو خلال مؤتمر صحفي: "نحن في المجر، في بودابست مستعدون تماماً لتوفير الظروف المناسبة للرئيسين لعقد محادثاتهما في بيئة آمنة وهادئة".
يُشار إلى أن فلاديمير بوتين مطلوب بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، لكن المجر أعلنت رسمياً انسحابها من المحكمة، على أن يسري هذا القرار ابتداءً من 2 يونيو 2026.
وبحسب ما أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، فقد أجرى مكالمة هاتفية مع بوتين صباح الجمعة، وقال عبر صفحته على فيسبوك: "أجرينا مناقشة مع الرئيس الروسي، والاستعدادات جارية على قدم وساق".

وكان أوربان قد شدد في تصريحات سابقة صباح الجمعة على أن بودابست هي المكان الوحيد في أوروبا اليوم القادر على استضافة مثل هذا الاجتماع.
كما أكد أن أوربان أبدى استعداده لتوفير جميع الظروف اللازمة لعقد القمة بين الرئيسين، مشيراً إلى أن بوتين أطلعه على تفاصيل مكالمته مع ترامب، والتي تضمنت اتفاقاً مبدئياً على مناقشة خطوات جديدة لإيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، من ضمنها عقد القمة في بودابست.
من جانبه، أوضح سيارتو أن كافة الترتيبات الفنية المتعلقة بالمكان والزمان لا تزال قيد النقاش، وبمجرد الاتفاق على الموعد النهائي، سيتم الإعلان عنه رسمياً.