مصطفى بكري: ما بعد قمة شرم الشيخ أخطر من الحرب ومصر أعادت ترتيب أوراق المنطقة
أكد الإعلامي مصطفى بكري أن ما حدث في قمة شرم الشيخ لم يكن مجرد اجتماع سياسي عابر أو اتفاق مرحلي، بل محطة فارقة في مسار الصراع داخل المنطقة ، وقال خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، إن القاهرة استطاعت أن تجمع كل الأطراف المتخاصمة على طاولة واحدة، في لحظةٍ شديدة التعقيد، لتفتح بابًا جديدًا نحو التهدئة بعد أشهر من التصعيد.
وأوضح أن حضور مختلف القوى السياسية والفصائل في هذا التوقيت يعكس ثقة المجتمع الدولي والإقليمي في الدور المصري، الذي تحرك بخبرة وهدوء لإدارة مفاوضات شديدة الحساسية، مشيرًا إلى أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه الآن: ماذا بعد قمة شرم الشيخ؟
من وقف إطلاق النار إلى تصفية الحسابات
وأضاف بكري أن الكاميرات غادرت شرم الشيخ بعد البيان الختامي، لكن التطورات على الأرض لم تتوقف، مشيرًا إلى أن الأخبار الواردة من غزة كشفت عن حملات تصفية داخلية بين بعض الفصائل الفلسطينية، حيث اتُهمت عناصر بالتجسس لصالح الاحتلال، ما ينذر بصراع جديد على السلطة والنفوذ داخل القطاع.
وقال إن هذا المشهد "يؤلم كل عربي"، وكأن غزة التي خرجت من حصار طويل، تدخل اليوم في حصار من نوع آخر، هذه المرة بأيدي أبنائها أنفسهم، وسط صمت دولي وتنافس داخلي على من يملك القرار.
مصر.. اللاعب المحوري في التهدئة
وأشار الإعلامي المصري إلى أن مصر لعبت الدور الأبرز في الوصول إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، مؤكدًا أن هذا النجاح ليس غريبًا على القاهرة التي كانت دائمًا بوابة الحلول في القضايا العربية.
وأوضح أن النجاح الحقيقي لأي صفقة لا يكمن في لحظة تنفيذها، بل في ما بعدها، لافتًا إلى أن هناك إعادة لترتيب المشهد السياسي في المنطقة، وأن إسرائيل وحلفاءها يسعون لإعادة رسم الخرائط وفق مصالحهم، بينما تحاول القاهرة الحفاظ على توازن القوى ومنع انفجار جديد.
إعادة رسم المشهد الإقليمي
وختم بكري حديثه بالتأكيد على أن ما جرى في شرم الشيخ ليس نهاية أزمة بل بداية مرحلة جديدة، مضيفًا أن المنطقة كلها تمر بمرحلة إعادة تموضع سياسي، ومصر – كالعادة – في قلب الحدث وصانعة التوازن الحقيقي بين الأطراف المتصارعة.
وقال :"قمة شرم الشيخ لم تكن مجرد لقاء.. كانت بداية لإعادة صياغة الواقع في الشرق الأوسط"، هكذا أنهى مصطفى بكري حديثه، محذرًا من أن ما بعد الصفقة أخطر من الحرب نفسها.
