عاجل

مأمون فندي: مأساة السودان كشفت عنصرية الإعلام الغربي وانتقائيته في الإنسانية

مأمون فندي
مأمون فندي

انتقد المحلل السياسي ومدير معهد لندن للاستراتيجية العالمية، مأمون فندي، تجاهل الإعلام الغربي لما يجري في السودان من صراعات دموية ومجازر وحشية تستهدف المدنيين والحكومة الشرعية، وترتكبها الميليشيات بشكل يومي، مؤكدًا أن هذا الصمت الإعلامي يفضح ازدواجية المعايير في تغطية الأزمات العالمية.

مأمون فندي ينتقد تجاهل الإعلام الغربي للأزمة في السودان

وقال فندي في تغريدة له على منصة "إكس": «سألني أحدهم: لماذا لا يحظى السودان بالتغطية التي تليق بحجم المذابح هناك كما حدث في غزة؟»، مضيفًا أن الإجابة «مؤلمة وبسيطة» في الوقت نفسه.

وأوضح فندي أن غزة ما كانت لتحظى باهتمام الإعلام الغربي لولا أن عدوها هو إسرائيل، التي تحظى بدعم قوي من اللوبي الصهيوني ومراكز النفوذ الإعلامي والسياسي الكبرى، مشيرًا إلى أن التغطية لم تكن تعاطفًا مع الفلسطينيين، بل تركيزًا على ما يخص إسرائيل ومصالحها.

وأشار المحلل السياسي إلى أن ما يحدث في السودان لا يثير اهتمام الإعلام الغربي لأنه يقع في ما يعتبره «عالم الملوّنين»، وهو عالم لا يحظى باهتمام أو تعاطف حقيقي من هذا الإعلام، الذي ينظر إليه في الغالب بنظرة استعلائية أو يستخدمه لأغراض سياسية وعنصرية.

واختتم فندي بالقول إن مأساة السودان تكشف أن الإعلام الغربي فقد بوصلته الأخلاقية والمهنية، وأصبح انتقائيًا في إنسانيته، يرفع شعارات العدالة حين تخدم مصالحه، ويتجاهل المآسي حين تقع خارج دوائر نفوذه أو لون بشرته أو حساباته السياسية.

وفي وقت سابق، قال الكاتب والمحلل السياسي مأمون فندي: «دخلنا مرحلة ميثاق لندن، وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، أصبح لزامًا على العالم العربي والإسلامي- دولًا، مؤسسات، ومثقفين - أن يتأملوا بجدية الدخول في مرحلة جديدة يمكن تسميتها بـ "مرحلة ميثاق لندن"، حيث تتحول العدالة من مطلب شعبي إلى مسار قانوني منظم يسعى لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحق المدنيين».

وتابع فندي في تغريدة له عبر حسابه على منصة إكس: «كما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، حين اتفقت القوى الكبرى على تأسيس محكمة دولية لمحاكمة مرتكبي الجرائم، فإن المرحلة المقبلة تفرض تحركًا مشابهًا تجاه ما جرى في غزة. ومع انتهاء القتال، تتجه الأنظار نحو ميادين العدالة الدولية — المحكمة الجنائية الدولية (ICC) ومحكمة العدل الدولية (ICJ) — التي بدأت تتلقى الملفات والدعاوى المدعومة بالأدلة والشهادات».

وأوضح فندي خطوات المرحلة المقبلة:

  • توثيق الأدلة والجرائم: تُجمع الأدلة والشهادات لتوثيق الانتهاكات واستهداف المدنيين.
  • تحديد المسؤولية الفردية: تُوجَّه الاتهامات مباشرة إلى القادة السياسيين والعسكريين المتورطين.
  • التحرك القانوني الدولي: تُرفع القضايا في المحاكم الدولية بدعم من دول ومنظمات.
تم نسخ الرابط