عاجل

كاترين فرج الله: قمة شرم الشيخ تمثل حدثا مفصليا في مسار الشرق الأوسط

الدكتورة كاترين فرج
الدكتورة كاترين فرج الله

أكدت الدكتورة كاترين فرج الله، المتخصصة في العلاقات الدولية والدبلوماسية، أن قمة السلام التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، تمثل حدثًا تاريخيًا ومفصليًا في مسار الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، مشيدةً بقدرة مصر على تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبرى بما يليق بمكانتها الإقليمية والدولية.

وأوضحت الدكتورة كاترين فرج الله في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن القمة جاءت انعكاسًا للإرادة المصرية الصلبة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي رفضت مخططات تهجير سكان قطاع غزة، وأصرت على حماية الأمن القومي المصري والقضية الفلسطينية من أي محاولات لتصفيتها، مضيفة أن هذا الموقف الشجاع تحمل في سبيله الرئيس والدولة المصرية حملات هجوم وضغوطًا دولية، لكن الأيام أثبتت صواب رؤيته الثاقبة وإدراكه العميق لحقيقة الموقف ومآلاته المستقبلية.

قمة شرم الشيخ

وأكدت فرج الله المتخصصة في العلاقات الدولية أن نجاح مصر في عقد القمة بهذه السرعة بعد قبول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة الرئيس السيسي، يجسد ما تتمتع به القاهرة من مكانة واحترام دولي، مشيرة إلى أن القمة أسفرت عن تحول ملموس في الموقفين الأمريكي والدولي تجاه الأزمة في غزة.

وأوضحت أن مصر نجحت في تغيير الرؤية الأمريكية التي كانت تميل في البداية إلى الطرح الإسرائيلي بشأن تهجير سكان القطاع، حيث أعلن الرئيس ترامب خلال كلمته في القمة رفضه القاطع لأي تهجير، بل وأشاد بالموقف المصري الذي طرح بدائل واقعية لإعادة إعمار غزة وتحويلها إلى ريفيرا الشرق الأوسط.

د. كاترين فرج الله: كلمة الرئيس السيسي كانت حاسمة وحازمة

وأضافت الدكتورة فرج الله أن كلمة الرئيس السيسي في القمة كانت حازمة وحاسمة، تضمنت دعوة واضحة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والتأكيد على حل الدولتين على حدود الرابع من يونيو 1967، إلى جانب إعادة إعمار القطاع ورفض منطق القوة العسكرية في تحقيق أمن الشعوب، حيث شدد الرئيس على ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل لضمان الأمن والاستقرار، ملزمًا الأطراف الدولية بتحمل مسؤولياتها لتحقيق السلام الشامل في المنطقة والعالم.

واعتبرت الدكتورة فرج الله أن الرئيس السيسي أعاد تعريف قواعد اللعبة السياسية الدولية، بعد أن خرجت عن سياقها خلال السنوات الماضية نتيجة الحروب والصراعات والتفرد الدولي بالقرارات، مشيرة إلى أن مصر، من خلال هذا التحرك، أعادت صياغة محددات العلاقات الدولية على أساس التعاون السلمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهو ما لاقى ترحيبًا واسعًا من المجتمع الدولي.

وأضافت أن هذا الزخم الدبلوماسي رسخ مكانة مصر كوسيط وضامن للاستقرار في المنطقة، وفتح آفاقًا جديدة أمام عملية السلام الشامل، لافتة إلى حرص الرئيس السيسي الشخصي على تأمين طائرة الرئيس ترامب خلال قدومه للقمة عبر مرافقة ثلاث طائرات حربية مصرية، وهي لفتة إنسانية ودبلوماسية نادرة حظيت بإشادة الرئيس الأمريكي نفسه.

وأشارت المتخصصة إلى أن منح الرئيس السيسي “قلادة النيل” للرئيس ترامب، وهي أرفع وسام مصري، جاء تقديرًا لجهوده في دعم مسار السلام، معتبرة أن هذا التكريم يحمل رمزية دبلوماسية كبيرة، ويعد اعترافًا رسميًا من مصر بدوره في إنهاء الحرب في غزة.

وأضافت أن هذه الخطوة كانت حديث الأوساط الأمريكية والدولية، خاصة أنها جاءت كرد معنوي على عدم حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر، لكنها مثلت في الوقت ذاته اعترافًا عالميًا بدوره في دعم الاستقرار الإقليمي.

قمة شرم الشيخ

وأكدت الدكتورة فرج الله أن مشهد القمة ونتائجها عكسا جهود مصر المتواصلة على مدار عامين لوقف إطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية والدفع نحو التسوية السياسية، مستندة إلى دبلوماسية حكيمة وقيادة رشيدة.

وقالت  إن تلبية الرئيس ترامب لدعوة الرئيس السيسي لم تكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل خطوة استراتيجية تعكس رغبة الرئيس الأمريكي في أن يسجل التاريخ له أنه “صانع السلام”، كما وصف نفسه. 

وأشارت إلى أن ترامب يسعى من خلال مشاركته في القمة إلى تعزيز صورته الدولية بعد فترات من العزلة السياسية والدبلوماسية التي واجهها، وإلى تحقيق طموحه المستقبلي بالحصول على جائزة نوبل للسلام.

وختمت قائلة : “لقد جاءت قمة شرم الشيخ لتجسد لحظة تاريخية فارقة، رسم فيها الرئيس السيسي فرحة عالمية، وأعاد لمصر دورها المحوري والمؤثر في صياغة مستقبل الشرق الأوسط الجديد، القائم على السلام، والتعاون، ونزع السلاح، وبناء الأمن المشترك بين الشعوب.”

تم نسخ الرابط