ما فضل صلاة الضحى وعدد ركعاتها؟.. دار الإفتاء تجيب

أكدت دار الإفتاء أن صلاة الضحى من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي ﷺ، وأن المداومة على أدائها بعدد اثنتي عشرة ركعة جائزة شرعًا ولا حرج فيها، بل هي من الأعمال الفاضلة التي ورد فيها الفضل العظيم، وجاء ذلك ردًّا على سؤال ورده إلى الدار عن حكم من يُصلي صلاة الضحى اثنتي عشرة ركعة يوميًا، وهل في ذلك مخالفة للسنة النبوية المطهرة.
فضل صلاة الضحى
وأوضحت الدار، أن صلاة الضحى تُعد من أعظم القُربات، وقد سنَّها النبي ﷺ شكرًا لله تعالى، وجعلها مكافئةً عن جميع الصدقات الواجبة على مفاصل الجسم، حيث قال في الحديث الصحيح:«يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ... ويُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يُرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى» [رواه مسلم].
كما رُوي عن النبي ﷺ أنه أوصى بها عددًا من أصحابه، منهم أبو هريرة وأبو الدرداء، ما يدل على تأكيده ﷺ على فضلها.
عدد ركعات صلاة الضحى
وأشارت دار الإفتاء إلى أن أقل عدد ركعات الضحى هو ركعتان باتفاق الفقهاء، في حين أن أكثرها محل خلاف، فذهب الحنفية وبعض الشافعية إلى أن أكثرها اثنتا عشرة ركعة، فيما قال المالكية والحنابلة وأكثر الشافعية إن أقصاها ثماني ركعات. كما ذهب فريق ثالث من العلماء، ومنهم الإمام الطبري والباجي، إلى أن صلاة الضحى غير محصورة في عدد معين، مستدلين بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها:«كان رسول الله ﷺ يُصلي الضحى أربعًا ويزيد ما شاء الله» [رواه مسلم].
وأجابت الدار على السؤال محل الفتوى بقولها:"المداومة على أداء صلاة الضحى بـ12 ركعة يوميًا جائز شرعًا، ولا حرج فيه، وهو أمر مشروع ومستحب، خاصةً أنه ورد في حديث عن النبي ﷺ:«من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة، بنى الله له بيتًا في الجنة» [رواه الترمذي وابن ماجه]."
وأضافت: "وعليه، فإن من يواظب على هذا العدد مأجور، وتُكتب له بإذن الله هذه البُشرى العظيمة، ولا يُعد مخالفًا للسنة، بل هو متبعٌ لها في ضوء ما ثبت من أقوال الفقهاء والأحاديث المروية".
واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن العبرة في صلاة الضحى وغيرها من النوافل ليست بكثرة عدد الركعات فقط، وإنما بحضور القلب وإخلاص النية، مؤكدة أن المسلم يُؤجر على قدر نيته وخشوعه، وأن باب النوافل مفتوح لمن شاء أن يُكثر منها، ما دام في حدود المشروع والمأثور عن النبي ﷺ.