كواليس قرارات الأهلي غير المتوقعة تجاه حسين الشحات

لم تكن إصابة حسين الشحات مجرد أزمة بدنية عابرة داخل النادي الأهلي، بل فتحت الباب أمام سلسلة من القرارات غير المتوقعة التي اتخذها الجهاز الفني والإدارة الطبية تجاه اللاعب، في محاولة موازنة ما بين مصلحة الفريق وحماية أحد أكثر عناصره خبرة وتأثيرًا.
ورغم الطابع الهادئ الذي بدا على المشهد في الأيام الأولى بعد إصابته في وتر العضلة الخلفية، إلا أن التفاصيل القادمة من مقر الجزيرة تكشف عن مداولات فنية وطبية دقيقة، حملت أكثر من مؤشر على طريقة تعامل الأهلي مع نجمه.
علاج استثنائي ومتابعة دقيقة
القرار الأول الذي أثار الانتباه داخل أروقة القلعة الحمراء كان اللجوء إلى حقن الشحات بالبلازما، في خطوة طبية وُصفت بأنها “استثنائية” تهدف إلى تسريع التئام الأنسجة وتجديد الخلايا المصابة. الجهاز الطبي، بقيادة الدكتور أحمد جاب الله، لم يكتفِ بالأساليب العلاجية التقليدية، بل فضّل المضي في خطة متكاملة تدمج ما بين العلاج الفيزيائي والتقنيات الحديثة لتقليص فترة الغياب إلى الحد الأدنى.
وفي الوقت ذاته، فرض النادي رقابة صارمة على تطورات حالة اللاعب، مع متابعة يومية لحجم الاستجابة وقياسات القوة العضلية، لضمان أن تكون العودة آمنة من الناحية البدنية والطبية.
قرارات فنية محسوبة
من الجانب الفني، لم يُخفِ الدنماركي ييس توروب رغبته في الإبقاء على الشحات ضمن حساباته الأساسية للمراحل الحاسمة من الموسم، رغم يقينه بأن فترة الغياب قد تمتد لشهرين كاملين. ووفق ما تم تداوله داخل الجهاز الفني، فإن المدرب فضّل عدم التعجل في ضم بديل دائم في مركز الجناح، مفضّلًا منح الثقة لبعض العناصر الشابة وتجربة حلول تكتيكية مؤقتة، في انتظار عودة اللاعب المخضرم.
ويُعد هذا القرار مفاجئًا بالنظر إلى حساسية المركز الذي يشغله الشحات، خصوصًا في ظل ضغط المباريات القارية والمحلية، غير أن توروب يرى أن عامل الخبرة الذي يمتلكه اللاعب يجعل صبره عليه خيارًا منطقيًا على المدى الطويل.
دعم إداري ورسالة ثقة
الإدارة من جانبها أبدت دعمًا كاملًا للشحات، ليس فقط على مستوى التأهيل الطبي، بل من خلال تواصُل مباشر معه وإشراكه في بعض الأنشطة داخل النادي، لإبقائه قريبًا من الأجواء الجماعية. ووفق مصادر خاصة، فإن لجنة الكرة أكدت أن اللاعب لن يتعرض لأي خصومات مالية طوال فترة إصابته، في رسالة واضحة بأن الأهلي لا يتخلى عن لاعبيه في الأوقات الصعبة.
عودة مرتقبة
وبينما يواصل حسين الشحات تنفيذ برنامجه العلاجي في صالة الجيم وبركة السباحة ضمن المرحلة الأخيرة من التأهيل، تتزايد التوقعات داخل الجهاز الفني بقدرته على اللحاق بالمباريات قبل نهاية العام الجاري، إذا سارت الأمور دون مضاعفات.
الوقت وحده سيحسم مدى نجاح قرارات الأهلي غير التقليدية، لكن المؤكد أن التعامل مع ملف الشحات هذه المرة خرج عن النمط المعتاد، ليؤكد أن إدارة القلعة الحمراء باتت تؤمن بأن النجوم لا يُقاسون فقط بالأهداف، بل بمدى ثقتهم في النظام الذي يحميهم.