أم عبيدة.. وجع فلسطينية لا تعرف مصير ابنها منذ خروجه طلبًا للمساعدات

وضعت الحرب أوزارها ولم يبق بين الفلسطينيين إلا ألم الفقد حاضرًا، تقيم أم عبيدة بين أنقاض مخيم المغازي وبيوتها المتهالكة في منزل أنهكته الحرب وتركت على جدرانه آثارها كما تركت في قلبها وجع الفقد أمام مصائد الموت في نتساريم، حيث فقدت العائلة ابنها عبيدة أثناء سعييه للحصول على مساعدات وسط الحرب والجوع.
فقدان ابن أم عبيدة
وعرضت قناة الغد تقريرا تلفزيونيا بعنوان «أم عبيدة.. وجع أم فلسطينية لا تعرف مصير ابنها منذ خروجه طلبا للمساعدات»، مسلطا الضوء على حجم المعاناة التي يشهدها الشعب الفلسطيني.
وقالت أم عبيدة: «مخليناش مستشفى ولا مكان إلا ودورنا فيه، وبلغنا كل المؤسسات والصليب، وفي شهود عيان بيقولو إنهم أخذوه».
حجم الدمار الهائل
ذهبت أم عبيدة إلى المكان الذي فقدت فيه فلذة كبدها وكانت كل خطوة تنضخ بالحزن المثقل بالآلام، غصة لا يحتملها قلب أم، مصير ابنها لا يُعرف، حي، أم معتقل، أم مدفون، وأضافت أم عبيدة: «بتمنى أي حد يشوفه يارب، كان ورا التل».

وأشار التقرير إلى أن إحصائيات الدفاع المدني في غزة تفيد بأن حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية يجعل من الصعب على الطواقم انتشال المفقودين أو حتى البحث عنهم بين الركام .

في سياق آخر، أكد حسني نديم، الناطق باسم بلدية غزة، أن المدينة تواجه تحديات جسيمة في التعامل مع كميات هائلة من الركام الناتج عن الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، موضحا أن دمار البنية التحتية تجاوز 85%، بينما تم تدمير أكثر من 90% من شوارع المدينة، ما يعقد بشكل كبير جهود إعادة الإعمار والصيانة، مشيرا إلى أن البلدية تواجه عجزا حادا في المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الأنقاض وفتح الطرقات بسبب استهداف الاحتلال لتلك الآليات خلال العمليات العسكرية.
إدخال معدات ثقيلة جديدة
وأشار نديم، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن الحاجة ماسة لتدخل عاجل على أعلى المستويات من أجل إدخال معدات ثقيلة جديدة، مؤكدا أن عدد الجرافات المتوفرة في البلدية محدود جدًا ولا يكفي لمواجهة حجم الدمار، مضيفا أن الدعم من القطاع الخاص والمؤسسات الدولية والمحلية يشكل دعامة أساسية لعملية الإنعاش وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات المياه والصرف الصحي، مع الحاجة أيضًا لتوفير مساكن مؤقتة للمتضررين.