باب بر أم إثم؟.. حكم الدين في عمل الرسائل العلمية للآخرين مقابل مبلغ من المال

ما هو حكم الدين في عمل الرسائل العلمية للآخرين مقابل مبلغ من المال؟، سؤال يكثر البحث عنه ونرصد جوابه في التقرير التالي.
ما هو حكم الدين في عمل الرسائل العلمية للآخرين مقابل مبلغ من المال؟
وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية في توضيح ما هو حكم الدين في عمل الرسائل العلمية للآخرين مقابل مبلغ من المال؟، أن الشخص الذي يتعاقد معك على أن تؤلف وتكتب له رسالة علمية يقوم بتقديمها إلى الجامعة لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه مقابل مبلغ من المال أنه يقوم بغش وتدليس وسرقة علمية ولاشك أن مثل ذلك لا يحل بحال من الأحوال ولا يجوز أخذ المال على هذا العمل لأنك شريكه فيه ولا شك أنك تعاونه على ما هو محرم شرعًا وقد قال تعالى "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
حكم الدين في عمل الرسائل العلمية للآخرين مقابل مبلغ من المال
بدورها قالت دار الإفتاء الأردنية في بيان حكم مساعدة طلبة الدراسات العليا في إعداد الرسائل والأبحاث، هناك ضوابط منها:
أوّلاً: جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز إعداده للطالب بغرض إيهام المشرفين على الرسالة بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا) رواه مسلم.
ثانياً: جهد شكليّ يتمثل في الطباعة والتنسيق وإعداد الفهارس وجمع المصادر والتدقيق اللغوي، فهذا لا حرج في تقديم المساعدة للطالب في إنجازه، سواء كان بأجرة أم بغير أجرة.
وشددت عليه؛ فإننا ننصح الدارسين ومن يخدمونهم في أعمالهم الدراسية بتقوى الله عزّ وجل، والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية.
الاستعانة بالغير في كتابة رسالة الماجستير حرام
الواعظة حنان محمود عمران، الواعظة بمنطقة وعظ بني سويف، بدورها قالت: إن طلب العلم والترقي به مطلوب شرعًا وقد حثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:(منْ سَلَكَ طَريقًا يَبْتَغِي فِيهِ علْمًا سهَّل اللَّه لَه طَريقًا إِلَى الجنةِ، وَإنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطالب الْعِلْمِ رِضًا بِما يَصْنَعُ، وَإنَّ الْعالِم لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ منْ في السَّمَواتِ ومنْ فِي الأرْضِ حتَّى الحِيتانُ في الماءِ، وفَضْلُ الْعَالِم عَلَى الْعابِدِ كَفَضْلِ الْقَمر عَلى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وإنَّ الْعُلَماءَ وَرَثَةُ الأنْبِياءِ وإنَّ الأنْبِياءَ لَمْ يُورِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وإنَّما ورَّثُوا الْعِلْمَ، فَمنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظٍّ وَافِرٍ. رواهُ أَبُو داود والترمذيُّ.
وأضافت أن طلب العلم له ضوابط منها عدم الغش والخداع، والاستعانة بالغير في إعداد الرسائل العلمية ودفع مبلغ مالي له من قبيل الغش المنهي عنه لقوله صلى الله عليه وسلم:( مَن غشَّ فليْس مِنِّي)، مضيفة: أي: مَن خَدَعَ النَّاسَ بأيِّ صُورةٍ فليس على هَديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَّتِه وطَريقتِه، وهذا زَجرٌ شَديدٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفيه تَهديدٌ لمَن تَمادى في الغِشِّ بأن يَخرُجَ عن طَريقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وأشارت إلى أن الغش أمر خطير على الفرد والمجتمع؛ لأنه يجعل الشخص ينسب لنفسه شيئًا لم يقم به، وكذلك يحصل على درجة علمية هو ليس كفئًا لها وهذا يعود بالضرر على المجتمع؛ لأن صاحب هذه الدرجة يتساوى مع من اجتهد وتعب في إعداد رسالته، وكذلك لا يكون متقنًا في عمله لعدم إلمامه بكل ما تحويه رسالته وهذا يجر ويلات وخراب على المجتمع الذي يتقلد فيه بعض الناس مناصب هم ليسوا أهلا لها.
وشددت على أن الاستعانة بالغير في كتابة رسالة الماجستير حرام ومن باب الغش والخداع المنهي عنه، ونصحتها بالاستعانة بالله في رسالتها، وتنظيم الوقت، والعمل اليومي يساعد على سرعة الإنجاز، وعليها أن تتقي الله وأن تطلب العلم ابتغاء مرضاة الله حتى تتحقق لها البركة في الدنيا والآخرة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يطلبه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام).