ردًا على نيوز رووم.. مسؤول بالآثار: منطقة الحفلات تبعد عن الأهرامات 2000 متر

قال مصدر مسؤول في وزارة السياحة والآثار، ردًا على ما أثير حول الأضرار الناجمة عن حفل منطقة الأهرامات الذي حضره ما يقرب من 14 ألف متفرج، منهم 11 ألف أجنبي، وبخصوص أن الحفل والألعاب النارية، تضر بالأثر، حيث أوضح أن هذا الكلام ليس له أساس من الصحة.
وأشار المصدر، في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، إلى أن الحفلات تُقام في منطقة بانوراما 2 وهو مكان مخصص للحفلات منذ الستينيات، وهو خال تمامًا من الآثار، حيث تم عمل مجسات أثرية للتأكد من عدم وجود أي آثار أسفل سطح الأرض بتلك المنطقة.
وأكد أن المنطقة تبعد 2000 متر عن المنطقة الأثرية، ومكبرات وسماعات الصوت يتم توجيهها إلى السماء، أو إلى المنطقة المقابلة للأهرامات، بعيدًا عن المنطقة الأثرية، كما أن الألعاب النارية يتم إطلاقها بشكل عمودي، بحيث تهبط بقاياها في نفس البقعة بعيدًا عن المنطقة الأثرية.
وجاء ما سبق في إطار الرد على ما سبق ونشره نيوز رووم، من آراء بعض المرممين والآثاريين عن المخاطر التي قد تتسبب فيها الحفلات للأثر، وجاء ملخص ملاحضاتهم كالتالي:
بعد حفل الأهرامات" مرممون: 6 كوارث تهدد الأثر بسبب الألعاب النارية والاهتزازات
اعتبر فاروق شرف استشاري وخبير ترميم الآثار والمنشآت التاريخية، أن الحفلات التي أصبحت ظاهرة متكررة بمنطقة الأهرامات في الجيزة، ظاهرة مقلقة -على حد قوله- بما تتضمنه من عروض صاخبة وألعاب نارية في محيط المنطقة الأثرية.
جسيمات سامة وملوثات معدنية
وقال فاروق إن تأثير تلك الأنشطة على استقرار الآثار وسلامة مكوناتها الحجرية واللونية عديدة منها، آليات التلف الناتجة عن الحفلات الصاخبة والألعاب النارية، فالجسيمات السامة والملوثات المعدنية التي تطلقها الألعاب النارية وكذلك الغازات المحملة بعناصر ثقيلة مثل الباريوم والنحاس والرصاص، تترسب على الأسطح الحجرية والألوان الجدارية، مسببة تغير لونها وتكوّن قشور ملحية سوداء أو رمادية يصعب تنظيفها دون إتلاف الطبقات الأصلية.
التفاعلات الكيميائية
تتفاعل أكاسيد الكبريت والنيتروجين المنبعثة من المفرقعات مع كربونات الكالسيوم المكوِّنة للأحجار الجيرية، مما يؤدي إلى تكوين أملاح الكبريتات والنترات، وهي مركبات قابلة للذوبان تسبب تآكل السطح وتقشّر النقوش والرسومات.
الصدمة الحرارية
اللهب والانفجارات ينتج عنهما ارتفاع حراري مفاجئ يتبعه انخفاض سريع، مما يؤدي إلى تمدد وانكماش متكرر لسطح الحجر، وهو ما يسبب تشققًا دقيقًا في الطبقات الخارجية، خاصة في الأجزاء الدقيقة لتمثال أبو الهول ومداخل المقابر.
الاهتزازات الصوتية والهيكلية:
مكبرات الصوت الضخمة والذبذبات الناتجة عن الانفجارات تؤدي إلى اهتزازات دقيقة تنتقل عبر طبقات التربة إلى كتل الأحجار، مسببة انفصالًا مجهريًا في البنية البلورية، وهي ظاهرة خطيرة على الأسطح التي تحتوي على شروخ قديمة.
الإضاءة الشديدة (الهالوجين والليزر)
تعرض الأسطح الحجرية والألوان العضوية لإضاءة قوية ومستمرة يؤدي إلى تلاشي الأصباغ بفعل التحلل الضوئي، إضافة إلى رفع درجة حرارة السطح بشكل موضعي مما يُضعف طبقة الجصّ الحاملة للألوان.
المخاطر على المقابر والألوان الجدارية
تُعد مقابر هضبة الجيزة بمثابة متاحف مفتوحة تضم زخارف جدارية دقيقة رسمت بألوان عضوية ومعدنية حساسة جدًا للعوامل البيئية.
تراكم السخام الناتج عن الألعاب النارية يؤدي إلى اسوداد الألوان وفقدان التدرج اللوني الأصلي، بينما تسهم الرطوبة المصاحبة للملوثات في تكوين طبقات ملحية جديدة تسبب انفصال الألوان وتقشّرها مع الزمن. كما أن الإضاءة القوية تسرّع من عملية البهتان الضوئي للأصباغ القديمة، مما يُفقد الرسومات قيمتها الجمالية والتاريخية.
7 توصيات علمية لحماية الأثر
- منع إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات في نطاق لا يقل عن كيلومترين من المنطقة الأثرية.
- استخدام بدائل آمنة مثل العروض الضوئية الرقمية (Projection Mapping) والموسيقى المعتدلة بشدة صوتية لا تتجاوز الحدود المسموح بها دوليًا.
- التحكم في الإضاءة باستخدام مصابيح LED منخفضة الحرارة ومحدودة الطيف فوق البنفسجية
- الرصد البيئي الدائم لقياس مستويات الملوثات والاهتزازات قبل وبعد أي فعالية.
- تنظيف الأسطح الأثرية بعد الفعاليات باستخدام طرق غير كاشطة.
- تقييم أثر بيئي وأثري مسبق لأي نشاط جماهيري أو احتفالي يقام قرب الأهرامات.
- توعية الجهات المنظمة والجماهير بخطورة هذه الأنشطة على التراث الثقافي المصري.