السومو يغزو لندن..أبطال اليابان العملاقون يستعرضون قوتهم في قاعة ألبرت الملكية
شهدت شوارع لندن هذا الأسبوع مشهد غير مألوف حين فوجئ المارة بعمالقة مصارعة السومو اليابانية وهم يتجولون بزيهم التقليدي بين أشهر المعالم السياحية في العاصمة البريطانية من ساعة بيج بن إلى قصر باكنغهام ومبنى البرلمان.
يشارك أكثر من 40 مصارع سومو من النخبة في بطولة استثنائية تقام داخل قاعة رويال ألبرت الملكية في حدث يعد الثاني فقط من نوعه خارج اليابان ويمنح الحدث الجماهير فرصة نادرة لاكتشاف عالم السومو بما يحمله من طقوس ضاربة في القدم وقوة جسدية مذهلة وتقاليد روحية عميقة.
استعدادات خاصة لاستقبال العمالقة
وبحسب صحيفة الغارديان، اضطر منظمو قاعة ألبرت إلى إجراء تعديلات هندسية غير مسبوقة لاستيعاب الرياضيين الذين يصل وزن بعضهم إلى أكثر من 25 حجر (نحو 160 كيلوجرامًا) حيث تم استبدال الكراسي القياسية بأخرى تتحمل حتى 200 كيلوجرام، إلى جانب تعزيز المراحيض لتجنب أي أضرار هيكلية.
وأوضح ماثيو تود، مدير البرامج في القاعة، أن كمية الطعام المطلوبة لهؤلاء الرياضيين كانت هائلة إلى درجة أن مورد المكرونة المحلي نفدت مخزوناته مضيفًا بابتسامة: هؤلاء الأبطال لا يشبهون أي ضيوف استضفناهم من قبل
تحذيرات للجمهور من السحق
نظرا لغياب الحواجز بين الحلبة ومقاعد الصفوف الأولى حذرت القاعة الجماهير من احتمال سقوط المصارعين نحو المتفرجين خلال المنافسات ونشرت بيان قالت فيه إن “المقاعد القريبة من الحلبة مخصصة لمن يجلسون على مسؤوليتهم الخاصة في إشارة إلى خطر التحام العمالقة
من الحلبة إلى ماكدونالدز وTK Maxx
وخارج القاعة، استمتع المصارعون بوقتهم في العاصمة البريطانية إذ شوهد بعضهم يتسوق في متجر TK Maxx بشارع كينسينغتون، بينما قرر اثنان منهم تناول إفطار من ماكدونالدز بلغت قيمته نحو 20 جنيهًا إسترلينيًا.
كما شوهد آخرون يحتسون نصف لتر من الجينيس في حانة The Blue Post بحي سوهو، واستأجر ثلاثة مصارعين دراجات Lime للتنقل في أنحاء لندن.
طقوس عريقة عمرها 1500 عام
تعتبر مصارعة السومو من أقدم الرياضات في العالم، إذ تمتد جذورها إلى نحو 1500 عام، وتستمد طقوسها من ديانة الشنتو اليابانية ومن أبرز تقاليدها إلقاء الملح في الهواء قبل النزال لتطهير الحلبة وطرد الأرواح الشريرة وحماية المقاتلين من الإصابات.
أحد المصارعين صرح لشبكة سكاي سبورتس قائلاً:
انا سعيد بعودة السومو إلى لندن بعد أكثر من ثلاثة عقود، وشرف لي أن أكون هنا لأُظهر للجمهور البريطاني جمال هذه الرياضة العريقة.”
وبينما تتواصل المنافسات في قاعة ألبرت وسط حضور جماهيري لافت، تبدو لندن وكأنها تحتضن قطعة من الثقافة اليابانية القديمة في قلبها النابض بالعصرية، في مشهد يجمع بين القوة والفن والفضول الإنساني.
