"اللي عايز سلام يتصل بمصر".. خبير سياسي يحلل دلالات لقاء السيسي والبرهان

شهدت مصر اليوم اجتماعًا مهمًا جمع بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، بحضور عدد من كبار المسؤولين المصريين، من بينهم رئيس المخابرات العامة ووزير الخارجية، ما يعكس أهمية اللقاء على مستوى الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السودانية.
وتناول الاجتماع تطورات الأوضاع في السودان، وركّز على سبل تفعيل "الآلية الرباعية" المعنية بالأزمة، والتي تضم مصر، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، حيث من المقرر أن تعقد اجتماعًا هامًا في واشنطن خلال أكتوبر الجاري.
وفي سياق متصل، كشف محلل سياسي، أنَّ مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لشؤون أفريقيا، أكد على أن ملف السودان كان ضمن القضايا التي ناقشها السيسي وترامب خلال لقائهما الأخير في شرم الشيخ.
ويرى الخبير السياسي أن اللقاء الذي جرى بعد يومين فقط من اجتماع شرم الشيخ، يشير إلى وجود تحرك سياسي متسارع تقوده مصر لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية، وربما يعكس أيضًا دخول ترامب على خط الوساطة، مستندًا إلى الثقة في الدور المصري، تمامًا كما حدث في ملف غزة.
وقال تعليقًا على هذه التطورات: "اللي عايز السلام بيتصل بالقاهرة.. ربنا يديمها نعمة وبنكملها على خير".
وفي سياق آخر، استقبل الرئيس السيسي، اليوم في قصر الاتحادية، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، والسيد اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، ومن الجانب السوداني السيد محي الدين سالم وزير الخارجية، والفريق أول أحمد ابراهيم مفضل مدير عام جهاز المخابرات العامة، والسفير الفريق ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوى سفير جمهورية السودان بالقاهرة، واللواء الركن عادل اسماعيل أبو بكر الفكي مدير مكتب رئيس مجلس السيادة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي رحّب بزيارة الفريق أول البرهان إلى مصر، مشيداً بما يجمع البلدين من علاقات أخوية راسخة، وما تشهده من تطور ملموس في مختلف المجالات.
تطورات الأوضاع الميدانية في السودان الشقيق
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أنه تمت مناقشة تطورات الأوضاع الميدانية في السودان الشقيق، والجهود الدولية والإقليمية الرامية لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان، حيث أكد السيد الرئيس في هذا الصدد ثوابت الموقف المصري تجاه السودان، مشدداً على دعم مصر الكامل لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفضها القاطع لأي محاولات من شأنها تهديد أمنه أو النيل من تماسكه الوطني أو تشكيل أي كيانات حكم موازية للحكومة السودانية الشرعية. ومن جانبه، أعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن بالغ تقديره للدعم المصري المتواصل، وجهود الرئيس السيسي في هذا الخصوص، وهو الأمر الذي يُجسّد عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين، ويسهم في جهود السودان للخروج من أزمته الراهنة واستعادة الأمن والاستقرار.
تسوية الأزمة السودانية
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب، وتحقيق الاستقرار المطلوب، حيث أعرب الرئيسان عن التطلع لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية الذي سوف يعقد في واشنطن خلال شهر أكتوبر الجاري عن نتائج ملموسة بغية التوصل لوقف الحرب وتسوية الأزمة.
مناقشة ملف مياه النيل
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الاجتماع تطرق إلى مستجدات ملف مياه النيل، حيث جدد الجانبان رفضهما القاطع لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق، بما يتعارض مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة. وفي السياق ذاته، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني على وحدة الموقف بين مصر والسودان، وتطابق مصالحهما إزاء قضية السد الإثيوبي. واتفق الرئيسان، في هذا الإطار، على تعزيز وتكثيف آليات التشاور والتنسيق بين البلدين لضمان حماية الحقوق المائية المشتركة.