من "الخلود" إلى "الكذب".. زلات مايك تكشف الوجوه الحقيقية لقادة عالميين

تكشف الزلات الصوتية دومًا جانبًا خفيًا من حياة القادة والسياسيين، حين يظنون أن الميكروفون قد أغلق، بينما العالم لا يزال يصغي، ويضحك أحيانًا.
لحظات محرجة بين سوبيانتو وترامب
وجاءت هذه اللحظات المحرجة على لسان الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، خلال قمة السلام الخاصة بغزة في مصر، حين طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على هامش حديث جانبي، أن يرتب له مكالمة مع أحد أبنائه، إريك أو دون جونيور، وكلاهما يشغل منصبًا في منظمة ترامب.
وفوجئ الحضور بأن الميكروفون لا يزال يعمل، وسجلت اللحظة التي ظن برابوو أنها خاصة "سرية".

وسلطت هذه الواقعة الضوء على قائمة طويلة من الأخطاء الصوتية التاريخية التي أوقعت قادة وزعماء في مواقف مربكة لا تنسى، وإليك أبرز 5 حوادث مشابهة لذلك على النحو التالي:
ناقش بوتين وشي "الخلود" أمام المايك
تبادل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، خلال عرض عسكري في بكين عام 2023، حديثًا خاصًا ظنًا أنه غير مسموع.
وتحدث بوتين عن زراعة الأعضاء كوسيلة لإطالة الحياة، وقال: "كلما طالت حياتك أصبحت أصغر سنًا، وقد نصل للخلود".
ومن جانبه، أضاف شي: "علماء يتوقعون أن يعيش الإنسان حتى 150 عامًا".
وانتشرت هذه التصريحات كالنار في الهشيم، وخلفت موجة من التهكم والسخرية.
سخر داتون من غرق جزر المحيط
أطلق وزير الهجرة الأسترالي بيتر داتون، في عام 2015، نكتة سوداء خلال دردشة مع رئيس الوزراء آنذاك توني أبوت حول تغير المناخ.
وقال ساخرًا: "الوقت لا يهم عندما يكون الماء على وشك أن يطرق باب منزلك".
وأثار هذا التصريح موجة غضب في دول جزر المحيط الهادئ، التي تواجه خطر الغرق، وطالب كثيرون باعتذار رسمي.
وعلقت نائبة حزب الخضر: "تخيلوا ما الذي يقولونه حين تغلق الميكروفونات فعلًا".

أهان براون ناخبة.. فخسر الانتخابات
واتهم رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، خلال حملته في 2010، إحدى الناخبات بالتعصب بعد أن دار بينهما نقاش أمام الكاميرات.
ودخل سيارته معتقدًا أن الميكروفون أغلق، وقال: "من الذي قرر أن يضعني أمام تلك المرأة؟ إنها متعصبة".
وتحولت الجملة إلى فضيحة سياسية ضخمة، أطاحت بصورته العامة وساهمت في خسارته الانتخابات لاحقًا.
لا أطيق نتنياهو، إنه كاذب
أطلق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال قمة مجموعة العشرين عام 2011، تعليقًا حادًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً: "لا أطيق نتنياهو، إنه كاذب".
رد الرئيس الأمريكي باراك أوباما: "أنت سئمت منه، لكني أتعامل معه أكثر منك".
وأثارت الواقعة أزمة دبلوماسية وأحرجت الطرفين أمام الإعلام الإسرائيلي والأمريكي.
وصف بوش صحفيًا بـ"حمار".. والمايك يفضحه
وجه المرشح الرئاسي الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش، خلال تجمع انتخابي عام 2000، إهانة مباشرة إلى أحد صحفيي "نيويورك تايمز"، حين قال لنائبه ديك تشيني: "ذلك آدام كلايمر، حمار من الطراز الرفيع".
ورد تشيني مبتسمًا: "أوه نعم، وبشكل كبير".
وعلى الرغم من تقديم اعتذار لاحقًا، ظلت الجملة واحدة من أشهر الزلات الصوتية في التاريخ السياسي الأمريكي.

التكنولوجيا لا ترحم
تكشف هذه الحوادث أن أخطر أعداء السياسيين ليس الإعلام، ولا المعارضة بل الميكروفون المفتوح، وبمجرد لحظة غفلة، تتحول محادثة "شخصية" إلى فضيحة عالمية، ويصبح "التعليق العفوي" عنوانًا دائمًا في أرشيف الذاكرة السياسية.