بعد توجيهات الرئيس السيسي بتطويرها.. كل ما تريد معرفته عن بحيرة البردويل

بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة تنفيذ كافة المشروعات المتعلقة بتطوير بحيرة البردويل، “نيوز رووم” يكشف لكم أهم ما يميز بحيرة البردويل.  
 

تعتبر بحيرة البردويل واحدة من أهم وأكبر البحيرات الطبيعية في مصر، وتقع في شمال سيناء على بعد حوالي 70 كيلومترًا شمال مدينة العريش.

 تمتد البحيرة على مساحة تقدر بحوالي 165 ألف فدان، وتعد من المصادر الرئيسية للثروة السمكية في البلاد، حيث يعمل بها نحو 3500 صياد يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للرزق.

أنواع الأسماك 

تتميز بحيرة البردويل بتنوع بيولوجي غني، فهي موطن لمجموعة واسعة من أنواع الأسماك مثل "الدنيس"، و"القاروص"، و"اللوت"، و"العائلة البورية"، والتي تتميز بجودتها العالية وطعمها المميز، ما يجعلها مطلوبة محليا وعالميا، حيث تُصدر أسماك البحيرة يوميًا إلى أسواق أوروبا، كما تعد البحيرة ملاذا مهما للطيور المهاجرة، حيث تستضيف أعدادًا كبيرة من طيور الخطاف الصغير و"دغبز" و"القطقاط"، مما يعزز أهميتها البيئية.

تمتاز بحيرة البردويل بخصائص فريدة، فهي ضحلة نسبيا، يتراوح عمقها بين نصف متر إلى ثلاثة أمتار، وقاعها رملي تغطيه بقع من حشائش الخندق، وتحتوي على عدد من الجزر الصغيرة. يصل طول البحيرة إلى نحو 130 كيلومتر، وترتبط بالبحر المتوسط عبر بوغاز عرضه حوالي 100 متر، حيث تتغير مساحات المياه فيها بين الشتاء والصيف.

دور اقتصادي مهم

تلعب البحيرة دورا اقتصاديا مهما لسكان شمال سيناء، وخاصة في مركز بئر العبد، إذ تعتمد آلاف الأسر على الصيد والزراعة المرتبطة بالبحيرة كمصدر دخل رئيسي. كما تساهم في توفير فرص عمل لمئات الأشخاص في قطاعات مرتبطة بالصيد مثل صيانة المراكب، تصنيع الشباك، وتجارة الأسماك.

في السنوات الأخيرة، أهتمت الحكومة المصرية اهتماما كبيرا بحماية بحيرة البردويل وتطوير بنيتها التحتية، وتشمل خطط التطوير تعميق وتوسيع الممرات المائية، وإعادة استخدام الرواسب الناتجة عن التكريك لتحسين الأراضي الزراعية المحيطة، إلى جانب صيانة المراسي وتوفير كراكات متخصصة للعمل المستمر داخل البحيرة. تهدف هذه الجهود إلى زيادة إنتاج الثروة السمكية وتحسين جودة المياه، مع المحافظة على التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.

رغم هذه الجهود، يواجه الصيادون تحديات عدة مثل ظاهرة إطماء أجزاء من البحيرة، التي تقلل من مساحتها وتؤثر سلبًا على الإنتاج السمكي. وقد تم رصد هذه الظاهرة علميًا لتحديد حلول مناسبة تلبي مطالب الصيادين وتحافظ على الموارد الطبيعية.

أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية واستصلاح الأراضي بجامعة القاهرة، أن بحيرة البردويل تعد من أنقى بحيرات مصر، وهذا ما يجعل أسماكها مطلوبة يوميًا من قبل الأسواق الأوروبية، حيث تتحرك السفن محملة بالأسماك من البحيرة إلى أوروبا بشكل منتظم.

تُعتبر بحيرة البردويل نموذجًا ناجحًا للتنمية المستدامة التي تجمع بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الاقتصاد المحلي، وهي بحق كنز طبيعي واستراتيجي يسهم في دعم الأمن الغذائي وتحسين حياة آلاف الأسر في شمال سيناء.