عاجل

فرنسا تدعو العالم لدعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار

الرئيس الفرنسي إيمانويل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

شهدت لبنان في الساعات الأخيرة حراكًا دوليًا مكثفًا تجلّى في دعم مزدوج من قبل الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأميركي دونالد ترامب، مؤكداً على أهمية الاستقرار اللبناني في سياق التطورات الإقليمية.

يأتي هذا الدعم في أعقاب موقف لافت لرئيس الجمهورية اللبناني، جوزيف عون، الذي أعلن أن لبنان لا يمكن أن يكون بمعزل عن التسويات التي تشهدها المنطقة، فاتحًا الباب أمام ضرورة التفاوض لإيجاد حلول للمشاكل العالقة، ومذكرًا باتفاق ترسيم الحدود البحرية كنموذج قابل للتكرار.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة أكس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة أكس

التزام فرنسا التاريخي تجاه بيروت

من جانبه فقد أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصميمه على عقد مؤتمرين هامين لدعم لبنان قبل نهاية العام الحالي، في خطوة تعكس التزام فرنسا التاريخي تجاه بيروت، المؤتمر الأول سيُخصص لدعم الجيش اللبناني والقوات المسلحة، التي وصفها ماكرون بـ "حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية". 

أما المؤتمر الثاني، فسيُعنى بـ "نهوض لبنان وإعادة الإعمار فيه"، مما يشير إلى تركيز فرنسي ليس فقط على الجانب الأمني، بل الاقتصادي والاجتماعي أيضاً.

وشدد ماكرون في رسالة موجهة إلى الرئيس عون على الصداقة العميقة بين البلدين، مؤكداً استمرار دعم باريس للبنان في المجالات كافة، ومُحيّياً القرارات "الشجاعة" التي اتخذتها القيادة اللبنانية لتحقيق حصرية السلاح بيد القوات الشرعية.
​هذا الدعم الفرنسي، إلى جانب الموقف الأميركي الذي عبر عنه ترامب من أمام الكنيست الإسرائيلي بتأكيد دعمه للرئيس اللبناني في مهمته لنزع سلاح "حزب الله" وبناء دولة مزدهرة، تراه مصادر وزارية لبنانية مقربة من الرئاسة بمثابة “دليل ثقة بلبنان ورئيسه”.

واعتبرت المصادر أن رسالة ماكرون تمثل "خطوة مهمّة وتأكيداً على التوجه لعقد المؤتمرين، ودعم المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة الأساسية والحساسة، كما تأمين التمويل لإعادة الإعمار، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على لبنان وشعبه".

اتفاق نوفمبر


تؤكد المصادر اللبنانية، فيما يتعلق بدعوة الرئيس عون للتفاوض، أن الأولوية اليوم تبقى لتنفيذ اتفاق نوفمبر، الذي يشمل الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات وعودة الأسرى، قبل البحث في شكل التفاوض، وتشدد على أن المفاوضات المباشرة "غير مطروحة الآن في حسابات الدولة اللبنانية، ولا تفاوض في ظل الاحتلال"، وأن شكلها سيُحدد لاحقاً، لا سيما في ضوء الترتيبات الأمنية على الحدود اللبنانية وانتهاء مهمة قوات اليونيفيل العام المقبل.


​مواقف الرئيس عون الأخيرة لاقت دعمًا داخليًا واسعًا، خاصة من القوى المعارضة لـ "حزب الله"، التي أيدت بشكل كامل فتح باب التفاوض عبر الأمم المتحدة أو أطراف دولية، معتبرة أن "ليس قدر لبنان أن يعيش في حرب دائمة"، فقد رحّب حزب الكتائب اللبنانية بموقف الرئيس، مؤكدًا ضرورة أن يكون لبنان جزءًا من مسار التسويات الإقليمية عبر اعتماد الحوار والشرعية الدولية إطارًا وحيدًا لحل الصراع مع إسرائيل. 

كما رحبت  القوات اللبنانية بخطاب عون، الذي "يلاقي التطورات في المنطقة"، داعية إلى التخلص من "الأسطوانة القديمة" والعمل على تطبيق الدستور عبر حلّ الجناح العسكري للحزب، وهو ما تراه الطريق لإنهاء الصراع في لبنان ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، بشكل عام، تشير التحركات الفرنسية والأميركية، بالتزامن مع الانفتاح الرئاسي اللبناني، إلى ضغط دولي جديد لدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية، وعلى رأسها الجيش، للتمكن من بسط السيادة الكاملة وتحقيق الاستقرار المنشود.

تم نسخ الرابط