بين الحذر والطموح.. كيف يواجه توروب أزمة الإصابات في الأهلي؟

بدأ الدنماركي ييس توروب، المدير الفني الجديد للنادي الأهلي، مرحلة دقيقة داخل القلعة الحمراء، عنوانها الأبرز: البحث عن التوازن بين الأداء البدني العالي وتجنّب الإصابات المتكررة التي أرهقت الفريق في الفترة الأخيرة.
ورغم مرور أسابيع قليلة على تولّيه المسؤولية الفنية، إلا أن المدرب الدنماركي لم يتأخر في رصد عدد من الملاحظات السلبية داخل منظومة العمل، وعلى رأسها ملف الإصابات العضلية الذي بات مصدر قلق واضح للجهاز الفني والإداري على حد سواء.
وكشفت مصادر خاصة داخل النادي الأهلي أن ييس توروب عبّر عن انزعاجه الشديد من الارتفاع الملحوظ في عدد اللاعبين المصابين عضليًا، معتبرًا أن ذلك الملف يُعدّ من أكثر التحديات التي يجب التعامل معها بحذر ودقة خلال المرحلة الحالية، خصوصًا في ظل تلاحم المباريات واستعداد الفريق للاستحقاقات المحلية والقارية.
ويتعامل توروب مع هذا الملف بمنهج علمي صارم، إذ يتواصل بشكل يومي مع أفراد الجهاز الطبي لمراجعة برامج التأهيل وتقييم حالة اللاعبين المصابين، إلى جانب اجتماعات دورية مع المعدّ البدني لمناقشة أسباب تكرار الإصابات العضلية، ووضع خطة جديدة تضمن الحفاظ على الجاهزية البدنية دون المساس بلياقة الفريق.
معادلة صعبة.. الحمل البدني والسيطرة على الإصابات
يرى المدرب الدنماركي أن الحل يكمن في رفع الحمل البدني التدريجي مع تطبيق برامج استشفاء دقيقة، بحيث يتفادى اللاعبون الدخول في مرحلة الإرهاق التي غالبًا ما تقود للإصابات.
وبحسب المصادر، يخطط توروب لاعتماد نظام جديد في التدريبات يعتمد على المراقبة الفردية لكل لاعب عبر أجهزة قياس الحمل البدني، في محاولة منه لفرض سيطرة كاملة على هذا الجانب، وتحقيق المعادلة الأصعب: زيادة القوة البدنية دون سقوط جديد في فخ الإصابات.
بشائر عودة وتحديات قائمة
على صعيد آخر، تلقى الجهاز الفني أنباءً مطمئنة بعودة الظهير الأيسر محمد شكري للمشاركة في المباريات رسميًا، بداية من مواجهة إيغيل نوار البوروندي المقررة يوم 18 أكتوبر الجاري في دوري أبطال إفريقيا.
كما تأكدت أيضًا جاهزية نيجك جراديشار، مهاجم الفريق السلوفيني، بعد عودته من معسكر منتخب بلاده عقب مواجهة كوسوفو.
في المقابل، يواصل الأهلي محاولاته المكثفة لتجهيز لاعب الوسط أحمد رضا، بينما تأكد استمرار غياب حسين الشحات وأشرف داري وكريم فؤاد بسبب الإصابة، إلى جانب عدم اكتمال شفاء إمام عاشور بعد تعرضه لفيروس مفاجئ خلال الأيام الماضية.
الأهلي أمام اختبار بدني حقيقي
يبدو أن المرحلة المقبلة ستضع الأهلي ومدربه الجديد أمام اختبار بدني حقيقي، فإما أن ينجح توروب في كسر حلقة الإصابات المزمنة داخل الفريق، أو تستمر المعاناة التي لطالما أرهقت كتيبة القلعة الحمراء في المواسم الأخيرة.
وبين التحديات الفنية وضغط المباريات، تبقى مواجهة إيغيل نوار البوروندي القادمة فرصة مبكرة لقياس مدى نجاح خطة الدنماركي في ضبط الإيقاع البدني للفريق.