عاجل

خبير: تصريحات مستشار ترامب تعكس توجهًا أمريكيًا جديدًا لاحتواء أزمة سد النهضة

رمضان قرني
رمضان قرني

قال رمضان قرني الخبير في الشأن الأفريقي، إن تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية موساعد بولاس يمكن قراءتها في سياق التحركات الأمريكية المتغيرة داخل القارة الأفريقية، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تسعى لاستعادة حضورها في ملفات إقليمية معقدة، وكان أخرها وأبرزها امس في قمة شرم الشيخ للسلام، مروراً بمحاولات تحقيق اتفاقات سلام في أذربيجان وأرمينيا، وكذلك التهدئة بين الهند وباكستان.

توجه أمريكي جديد حول احتواء أزمة سد النهضة

وأضاف قرني في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن واشنطن تحاول نقل تجربتها في حل النزاعات إلى القارة الأفريقية، عبر دعم جهود الوساطة بين الأطراف المتصارعة، موضحاً أن تصريحات بولاس بشأن سد النهضة تأتي ضمن هذه الاستراتيجية الهادفة إلى احتواء الأزمات الإقليمية، خاصة في ظل تعقّد المشهد السياسي في القرن الأفريقي.

وأكد الخبير في الشأن الأفريقي أن البيئة التفاوضية الحالية لسد النهضة تختلف كثيراً عن مفاوضات 2019 و2020، موضحاً أن السد أصبح واقعاً فعلياً على الأرض، وأن الجانب الإثيوبي يفرض سياسة الأمر الواقع على جميع الأطراف، وهو ما ظهر جلياً في تصريف المياه الأخير والفيضانات التي وصلت إلى السودان ومصر.

وأشار قرني إلى أن الخطاب السياسي المصري الأخير، وخاصة تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، حمل رسائل واضحة تؤكد أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام النهج الإثيوبي غير المسؤول، وأنها تمتلك أدوات دبلوماسية مختلفة للدفاع عن أمنها المائي وحقوقها التاريخية في مياه النيل، كما تمتلك مصر أيضا أدوات خشنة حقيقة، دون أن يعني ذلك التوجه إلى مواجهة عسكرية شاملة، وخاصة وأنها ليست من أدابيات السياسة المصرية في أفريقيا، كما أن مصر تمتلك أدوات قوية تسطيع من خلالها تطويق إثيوبيا عبر العديد من المحاور الإقليمية.

ولفت إلى أن الرسالة المصرية الأخيرة لمجلس الأمن والتي اتهمت أديس أبابا بانتهاك الأعراف الدولية من خلال التصرفات الأحادية، تؤكد أن القاهرة تتحرك على المستويين الإقليمي والدولي لحماية مصالحها المائية، كما أن مصر أكدت أنها لان تتهاون في حقوقها المائية والتاريخية.

وفي المقابل، أوضح قرني أن التصعيد الإثيوبي الأخير ضد مصر واتهامها باتباع "خطاب عدائي" يأتي في إطار حملة سياسية داخلية تهدف إلى تعزيز موقف الحكومة الإثيوبية قبيل الانتخابات المقبلة، معتبراً أن أديس أبابا تمارس ما وصفه بـ"الانتهازية السياسية"، مستغلة الحرب في السودان لفرض واقع جديد في ملف السد.

وختم قرني تصريحه بالتأكيد على أن غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي ما زال العقبة الكبرى أمام استئناف المفاوضات، مشدداً على أن أي تقدم في الملف سيتحقق فقط إذا واجهت إثيوبيا ضغوطاً داخلية واقتصادية تدفعها إلى القبول باتفاق قانوني وملزم ينظم عملية ملء وتشغيل السد بشكل يضمن مصالح الدول الثلاث.

تم نسخ الرابط