ليست بعد الأربعين فقط.. مؤشرات انقطاع الطمث قد تبدأ في الثلاثينيات

ترتبط مرحلة انقطاع الطمث عادة بالنساء في أواخر الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر إلا أن دراسات حديثة تشير إلى أن بعض النساء قد يبدأن في مواجهة أعراض مبكرة لهذه المرحلة في سن مبكرة تصل إلى الثلاثين، وتعد ضبابية الدماغ من أبرز هذه الأعراض الخفية التي تمر بها العديد من النساء دون وعي كامل بأسبابها أو ارتباطها بالتغيرات الهرمونية، بحسب موقع تايمز ناو.
كشفت دراسة أُجريت في المملكة المتحدة أن متوسط عمر النساء اللواتي بدأن يعانين من ضبابية الدماغ هو السابعة والثلاثون، إلا أن بعض الحالات تم تسجيلها في سن الثلاثين، ما يسلط الضوء على ضرورة الانتباه المبكر لهذه العلامات.
ضبابية الدماغ
ضبابية الدماغ، أو ما يعرف بالضباب العقلي، لا يعد مرضًا بحد ذاته، بل مجموعة من الأعراض التي تؤدي إلى ضعف في القدرات الإدراكية، وصعوبة في التفكير بوضوح، أو التركيز، أو التذكر.
تشبه بعض النساء هذه الحالة بمحاولة التفكير داخل ضباب كثيف، أو كما وصفتها إحدى المشاركات في الدراسة بأنها تشبه تشغيل دراجة نارية لا تدور في إشارة إلى بطء عمل الدماغ وتشتت الانتباه.
وأوضحت الدراسة أن أكثر من ثلث النساء المشاركات شعرن بأن ضباب الدماغ أثر على أنماط عملهن وأدائهن المهني، بينما قالت نصفهن تقريبًا إن أصعب ما يواجهنه هو عدم القدرة على التعبير عما يشعرن به، مما يجعل من الصعب على الأصدقاء أو الزملاء تفهم حالتهن النفسية والعقلية.
الأسباب الهرمونية وراء ضباب الدماغ
يعزى ضباب الدماغ في مرحلة ما قبل أو أثناء انقطاع الطمث إلى انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم العديد من وظائف الجسم، من بينها الدورة الشهرية، والحالة المزاجية، ويؤدي تراجع هذا الهرمون إلى اضطراب في إنتاج الطاقة داخل خلايا الدماغ مما يؤثر على المواد الكيميائية العصبية مثل السيروتونين والدوبامين المسؤولة عن المزاج والتركيز والذاكرة.
ويؤكد الخبراء أن التغيرات الجسدية المصاحبة لانقطاع الطمث، مثل قلة النوم، والتعرق الليلي، وتقلب المزاج، تزيد من صعوبة التركيز وتعمق مشكلة ضبابية الدماغ، حيث يجد المخ صعوبة في معالجة المعلومات الجديدة نتيجة الإرهاق المستمر.
مدة استمرار الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية
ذكرت الدراسة أن النساء غالبًا ما يعانين من ضباب الدماغ لمدة تتراوح بين أربع سنوات إلى أكثر من عقدين كاملين في بعض الحالات، وقد وصفت العديد من المشاركات هذا الشعور بأنه يشبه تخزين مؤقت للعقل أو تحميل بطيء للأفكار كما في شبكة الإنترنت الضعيفة في إشارة إلى البطء الذهني وصعوبة استحضار المعلومات أو التركيز أثناء المهام اليومية.
وتؤثر هذه الحالة بشكل مباشر على الأداء المهني والاجتماعي، إذ أبلغت نسبة كبيرة من النساء عن انخفاض واضح في إنتاجيتهن في العمل وشعور دائم بالإرهاق الذهني، وصعوبة في التواصل الفعال مع الآخرين.
كيف يمكن التعامل مع ضباب الدماغ؟
رغم عدم وجود علاج محدد لضباب الدماغ، فإن الخبراء يقدمون مجموعة من النصائح التي تساعد على التخفيف من الأعراض وتعزيز أداء الدماغ، أبرزها:
1. تحسين جودة النوم عبر الالتزام بجدول نوم منتظم وتجنب الشاشات قبل النوم.
2. تناول وجبات غذائية متوازنة غنية بالخضروات والفواكه الطازجة والبروتينات الصحية.
3. ممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميًا لتحفيز الدورة الدموية في الدماغ.
4. تدوين المعلومات المهمة لتجنب النسيان وتخفيف الضغط الذهني.
5. أخذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل للمساعدة في استعادة التركيز
خيارات تحسين أعراض انقطاع الطمث
يقول الأطباء إن التعديلات في نمط الحياة تمثل الخطوة الأولى نحو تحسين الأعراض، وتشمل اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة التوتر من خلال التأمل أو الأنشطة المريحة، كما توجد خيارات طبية مثل العلاج الهرموني التعويضي، الذي يهدف إلى تعويض نقص الإستروجين، إلى جانب الأدوية الموصوفة لعلاج أعراض محددة مثل الهبات الساخنة أو اضطرابات المزاج.
لكن الأطباء يشددون على أهمية استشارة مختص قبل تناول أي علاج، لتحديد الخطة المناسبة وفق الحالة الصحية لكل امرأة، خاصة أن التجاوب مع العلاج يختلف من شخص لآخر