أكتوبر شهر النصر.. من عبور بارليف إلى قمة شرم الشيخ للسلام

يظل شهر أكتوبر رمزًا خالدًا للعزة والكرامة في ذاكرة الأمة المصرية، حيث سطرت خلاله القوات المسلحة ملحمة تاريخية بعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، ليفتح أبواب النصر بعد سنوات من المعاناة والاحتلال.
وكان شهر أكتوبر بداية لمسار استراتيجي فيما بعد، وباتت مصر أول دولة عربية تنجح في استعادة كامل أراضيها من خلال قمة السلام في شرم الشيخ، وما تبعها من اتفاقات رسخت السيادة المصرية على ترابها.
عبور القناة وتحطيم خط بارليف
جمع شهر أكتوبر بين حكمة العقل واللغة الدبلوماسية، لتنتصر مصر فيه بالسلاح أولًا بعد عبورها قناة السويس وتحطيمها لخط بارليف المنيع، وصولًا إلى إنهاء المفاوضات واستعادة سيناء كاملة، لتُثبت للعالم أجمع أن السلام يُنتزع بالقوة.
ضربة البداية لتحرير سيناء كانت في السادس من أكتوبر عام 1973، عندما تم تحرير أجزاء منها بالقوة، قبل أن تُوقع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل يوم 26 مارس 1979، والتي نصت على انسحاب إسرائيلي بشكل تدريجي.
واكتمل الانسحاب الإسرائيلي من الأرض بالكامل باستثناء طابا، يوم 25 أبريل 1982، وتم رفع العلم المصري في سيناء، واستعادت مصر طابا بالتحكيم الدولي في 29 سبتمبر 1988، ورُفع العلم عليها، يوم 19 مارس 1989.
إنهاء الاحتلال البريطاني لمنطقة قناة السويس
ولا يُعد العبور هو الحدث الأول البارز في شهر أكتوبر، حيث شهد يوم 19 من الشهر ذاته عام 1954، توقيع اتفاقية الانسحاب البريطاني من منطقة قناة السويس، لينتهي الاحتلال فيها وتستعيد السيادة المصرية.
انتصارات أكتوبر 2025
أكتوبر عام 2025، شهد أحداثًا بارزة في كافة المجالات، ومن أهمها:
- فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" بعد حصوله على 55 صوتًا مقابل صوتين فقط لمنافسه، في تتويج للجهود المصرية الدبلوماسية التي بُذلت خلال الفترة الماضية.
- إعلان الهيئة الوطنية للإعلام عن ترشيح مصر للسفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
- نجاح المنتخب المصري الأول لكرة القدم في حسم تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026، بعد تجاوزه جيبوتي في التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال.
- التوصل إلى اتفاق في شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في غزة بعد عامين من الحرب، بعد مفاوضات صعبة أدارتها مصر بالتعاون مع عدة دول، ما يؤكد الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية.
قمة شرم الشيخ للسلام
وتتويجًا للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تستعد مصر لاستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، التي تهدف إلى دفع الجهود السياسية لوقف الحرب في قطاع غزة، ووضع أسس ثابتة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتأتي قمة شرم الشيخ ضمن مبادرة دولية تقودها الولايات المتحدة، ضمن رؤية جديدة لتحقيق السلام العالمي، حيث يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إحياء مسار التسوية السياسية في المنطقة، بالتعاون مع مصر، التي تضطلع بدور محوري في دعم جهود التهدئة ووقف التصعيد، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.