عاجل

عبد المنعم سعيد: قمة شرم الشيخ غدا تختلف عن كل ما شهدته المدينة من قمم

عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبد المنعم سعيد، إن قمة شرم الشيخ المرتقبة غداً تُعدّ حدثاً غير مسبوق في تاريخ المؤتمرات التي احتضنتها مدينة السلام، مشيراً إلى أن طبيعة التحضيرات وطبيعة الأطراف المشاركة تجعل منها قمة فريدة من نوعها على المستويين السياسي والدبلوماسي.

وأوضح عبد المنعم سعيد، خلال مداخلة عبر تطبيق “زووم” في برنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة النهار، أن “ما نراه هذه المرة لا يشبه أي قمة سابقة، لا في الشكل ولا في الجوهر، فالهندسة السياسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعلت تفاصيل القمة متغيرة ومتجددة حتى اللحظات الأخيرة قبل انعقادها”.

 

وثيقة ترامب الجديدة: 21 نقطة تغيّر معادلة الصراع

وأشار المفكر السياسي عبد المنعم سعيد إلى أن القمة تأتي في إطار مرحلة جديدة كلياً من مسار التسويات في الشرق الأوسط، موضحاً أن الوثيقة الرئيسية التي يجري النقاش حولها هي ما يعرف بـ"وثيقة ترامب"، المكوّنة من 21 بنداً تم التوافق عليها من جانب الأطراف المنخرطة في الصراع، وكذلك من القوى الوسيطة المشاركة في جهود السلام.

وأضاف عبد المنعم سعيد: “من المتوقع أن يشهد الغد لقاءً محورياً لتثبيت مبادرة واشنطن، إذ تخضع كافة التفاصيل لما أُطلق عليه (الهندسة الترامبية) التي تتحكم في الإيقاع والجدول الزمني وحتى شكل المشاركين”.

قمة مختلفة عن قمم التسعينيات

واستعاد عبد المنعم سعيد مقارنةً تاريخية بين قمة الغد وتلك التي استضافتها شرم الشيخ في التسعينيات، موضحاً أن القمم السابقة كانت تُعقد في أجواء أمنية متوترة عقب هجمات إرهابية كانت تهدف إلى تعطيل عملية السلام، بينما الهدف هذه المرة هو تثبيت واقع جديد على الأرض بعد وقف الحرب الأخيرة.

وقال عبد المنعم سعيد: “القمم القديمة كانت امتداداً لاتفاق أوسلو ومحاولات إنقاذه من الانهيار، أما اليوم فنحن أمام تجربة مغايرة تماماً، تختلف في السياق والمضمون والمشاركين أيضاً”.

حضور دولي واسع وشهود على السلام

ولفت سعيد إلى أن الدعوات الموجهة لحضور القمة هذا العام اتسعت لتشمل دولاً غير عربية وإسلامية كانت بعيدة عن هذه الملفات سابقاً، موضحاً: “مشاركة دول مثل أذربيجان وإندونيسيا تأتي في إطار توسيع التمثيل الإسلامي والإقليمي، بحيث يكون الحضور أشبه بـ(شهود دوليين) على ما سيتم الاتفاق عليه”.

وأكد أن هذا الزخم الدبلوماسي يهدف إلى إضفاء شرعية دولية وشمولية جغرافية على نتائج القمة، مضيفاً أن الهدف هو “إعلان أن العالم بأسره يقف شاهداً على لحظة التحول من الحرب إلى السلام”.

غياب إسرائيل واحتمال مفاجأة فلسطينية

وعن الموقف الفلسطيني، قال سعيد إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لم يؤكد حضوره إلا في الساعات الأخيرة، وهو ما وصفه بأنه “تفصيل يكشف الطابع الفريد للقمة، إذ تتشكل ملامحها في اللحظة الأخيرة”.

أما عن غياب الوفد الإسرائيلي، فأوضح أن تمثيله سيكون عبر الجانب الأمريكي، مؤكداً أن هذه الترتيبات “تعكس حساسية المرحلة وحرص الجميع على الخروج باتفاق متوازن يُرضي الأطراف كافة”.

ختامًا: قمة ترسم ملامح مرحلة جديدة

واختتم سعيد حديثه بالتأكيد على أن ما سيحدث غداً في شرم الشيخ لن يكون مجرد مؤتمر بروتوكولي، بل بداية لتحول استراتيجي في مسار القضية الفلسطينية والعلاقات الإقليمية، قائلاً:“منذ أكثر من ربع قرن لم نشهد مشهداً بهذه الدرجة من التعقيد والتجدد، والنتائج المنتظرة ستكون عنواناً لمرحلة جديدة من التاريخ السياسي في المنطقة”.

تم نسخ الرابط