بعد رحيل الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي ..أبرز المعلومات التي لا تعرفها عنه

كشفت مصادر صحفية في قطاع غزة استشهاد المصور الصحفي صالح الجعفراوي، وسط اشتباكات تدور بين الأجهزة الأمنية وميليشيات مسلحة في عدد من مناطق القطاع.
وأضافت المصادر أن "عناصر المليشيا" قتلت نازحين أثناء عودتهم من جنوب القطاع إلى مدينة غزة.
يأتي هذا الخبر في وقت لا تزال فيه غزة في وضع هش عقب وقف إطلاق النار الذي أُعلن مؤخرًا، والذي أنهى عامين من القصف المكثف من قبل الاحتلال على أنحاء القطاع.
وتشير روايات محلية إلى أن صالح الجعفراوي كان يوثق الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في حي الصبرة، بين عناصر من كتائب القسام ومجموعة مسلحة يُعتقد أنها متورطة في التعاون مع الاحتلال، قبل أن ينقطع بثه فجأة ويختفي أثره، ومنذ ذلك الوقت، لم يتمكن أي من زملائه أو أصدقائه من الوصول إليه، سواء عبر الهاتف أو عبر فرق الإنقاذ الميدانية، التي تواجه صعوبة في التحرك داخل الأحياء المحاصرة.
القلق تصاعد بعد انتشار تغريدات منسوبة لصحفيين محليين تحدثوا عن “أنباء أولية” حول استشهاده، بينما دعا آخرون إلى التريث، مؤكدين أن “من العيب نشر خبر استشهاده دون تأكيد رسمي أو مصدر ميداني موثوق”، مشيرين إلى أن صالح كان من الصحفيين الذين يتنقلون باستمرار بين المواقع الخطرة لتوثيق الحقيقة.
من هو صالح الجعفراوي؟
يُعد صالح الجعفراوي (27 عامًا) من أبرز الوجوه الإعلامية الفلسطينية الشابة التي برزت خلال السنوات الأخيرة، إذ عرفه الجمهور العربي عبر مقاطع الفيديو التي كان يبثها من قلب الغارات والمجازر، ليصبح أحد أهم الأصوات التي نقلت معاناة غزة إلى العالم بلغات متعددة.
بدأ مسيرته كمصور حر في عام 2019، وبرز اسمه خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2023، حين وثق لحظات القصف الأولى وصرخات الناجين، مستخدمًا كاميرته وهاتفه كدرع في مواجهة الموت.
انتشرت تقاريره المصورة على نطاق واسع عبر إنستجرام وتيك توك ويوتيوب، قبل أن تُغلق حساباته أكثر من مرة بسبب ما وُصف بأنه “انتهاك لمعايير النشر”، وهي الحجة التي طالت العديد من الصحفيين الفلسطينيين الذين وثقوا جرائم الاحتلال.
كان صالح الجعفراوي قد كشف قبل أسابيع عن تلقيه تهديدات مباشرة بعد أن وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأنه “يستغل المآسي لتحقيق الشهرة”، وهي العبارة نفسها التي سبقت استهداف عدد من المراسلين الميدانيين مثل حسن إصليح وأنس الشريف، الذين استشهدوا في ظروف مشابهة.
وقد نجا الجعفراوي من إصابة خطيرة في يده عام 2024 أثناء تغطيته غارة استهدفت حي الشجاعية، لكنه واصل عمله متحديًا الخطر، قائلاً في إحدى مقابلاته: «الصحفي في غزة لا يختبئ من الموت، هو فقط يحاول أن يسبق الكاميرا بثانية قبل أن يسقط الركام عليه».