عاجل

رؤية نفسك كطفل يمكن أن يفتح ذكريات مفقودة.. ما الأمر؟

الذاكرة والطفولة
الذاكرة والطفولة

كثيرًا ما نعتقد أن الذاكرة تسكن العقل، ولكن ماذا لو كان جزء منها يسكن الجسد؟

تشير دراسة جديدة من جامعة أنجليا روسكين (ARU) إلى أن تغيير نظرتنا لأنفسنا ولو للحظة يمكن أن يساعدنا على استعادة ذكريات طفولتنا التي ظننا أنها قد ولت.

وجد الباحثون أن البالغين يستطيعون تذكر ذكرياتهم المبكرة بوضوح أكبر بعد رؤية نسخة طفولية من وجوههم لفترة وجيزة، إنها خدعة غريبة لكنها بسيطة: انظر إلى نفسك في شبابك، وسيبدأ عقلك بالتذكر كما لو كنت طفلًا.

رؤية نفسك أصغر سنًا

انضم 50 بالغًا إلى التجربة، جلس كلٌّ منهم أمام شاشة تعرض فيديو مباشرًا لوجوههم، بالنسبة للبعض، حول برنامج وجهَهم إلى وجهٍ يشبه وجه طفل.

مع تحرك الشخص، تحركت الصورة أيضًا، متطابقةً مع كل ميلٍ وانعطاف، هذا التزامن المثالي جعل الوهم مُقنعًا، فشعر المشاركون أن الطفل على الشاشة هو هم حقًا.

بعد ذلك، تحدثوا عن ذكريات الطفولة والعام الماضي، ومن شاهدوا وجوههم في شبابهم ذكروا ذكريات طفولتهم بتفاصيل أغنى وأكثر عاطفية، أما الآخرون الذين شاهدوا وجوههم في مرحلة البلوغ فقد تذكروا تفاصيل أقل.

وقد ظهر التأثير فقط بالنسبة لذكريات الطفولة، مما يشير إلى أن الوهم يعمل عن طريق إيقاظ تجارب قديمة مرتبطة بالجسد.

كيف يحتفظ الجسم بالذاكرة؟

جسدنا لا يحملنا خلال الحياة فقط، بل يُسجل الأحاسيس والحركات، بل وحتى المشاعر التي تُميز تجاربنا، يُشكل هذا السجل آلية عمل الذاكرة، وعندما تتغير إشارات الجسم، تتغير قدرة العقل على الوصول إلى اللحظات المُخزنة.

البصر واللمس والحركة

يُطلق الباحثون على هذا "الوعي الذاتي الجسدي" - وهو شعورنا الفطري بامتلاك أجسادنا والتحكم بها. يجمع هذا الوعي ثلاثة عناصر: ملكية الجسد، والفاعلية (الشعور بالسيطرة)، وتحديد الموقع الذاتي (معرفة مكاننا). يُكوّن الدماغ هذه العناصر من خلال البصر واللمس والحركة.

قد يُربك تغيير هذه المُدخلات شعورَنا بالذات أو يُعيد تشكيله، وقد أظهرت دراسات سابقة للواقع الافتراضي أن هذه الأوهام الجسدية تُغير طريقةَ ترميز الناس للأحداث وتذكرهم لها. 

ذهبت الدراسة الجديدة إلى أبعد من ذلك، فبدلاً من تغيير الجسم بأكمله، ركزت على الوجه الجانب الأكثر خصوصية في الهوية، فرؤية نسخة أصغر سنًا من الذات خلقت شعورًا بالتجسيد أعاد ربط العقل بذاته المبكرة.

ما الذي ينعش ذاكرة الطفولة؟

لم يُحسن الوهم تذكر الحقائق كالأسماء أو الأماكن ولكنه عزز الذكريات الحية المتقطعة، وهذه الذكريات هي التي تُمكننا من "إعادة عيش" الحدث.

لم يصف المشاركون ما حدث فقط، بل وصفوا أيضًا شعورهم: المكان، والطقس، والعواطف.

تُفسر نظريات الدماغ، مثل نظرية الآثار المتعددة، ذلك‘ إذ يحمل كل أثر ذاكرة أجزاءً من معلومات جسدية من اللحظة الأصلية، ويُخزن الحُصين هذه الأجزاء مع المشاهد والأصوات.

إن رؤية الوجه الأصغر سنًا قد يؤدي إلى إعادة تنشيط هذا النمط العصبي، مما يعيد تلك الأحاسيس المخزنة منذ فترة طويلة إلى الوعي.

تم نسخ الرابط