خبير: قمة شرم الشيخ للسلام فرصة حقيقية لتحقيق حل الدولتين

قال الدكتور حاكد فارس، خبير العلاقات الدولية، إن الهدف الأساسي والرئيسي من قمة شرم الشيخ للسلام هو إنهاء الحرب في غزة وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن هناك بارقة أمل بدأت تلوح في الأفق يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.
حل عادل للقضية الفلسطينية
وأوضح فارس، خلال لقائه عبر قناة إكسترا نيوز، أن الخطوة الإيجابية الأخيرة تمثل نقطة انطلاق نحو تحقيق مسار دائم وشامل وحل عادل للقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية، جرّب مرارًا الحلول المؤقتة والمسكنات، والتي – بحسب تعبيره – لم تؤدِ إلى نتائج إيجابية، بل أسهمت بشكل خطير في تأجيج الصراع بالمنطقة.
وأكد المتحدث أن الحراك الدبلوماسي المكثف الذي تقوده مصر حاليًا يعكس حجم الجهود والمعارك السياسية التي خاضتها الدولة المصرية خلال العامين الماضيين، منوهًا إلى أن القاهرة نجحت في تحقيق اختراق حقيقي في رؤية الإدارة الأمريكية التي كانت تراهن دائمًا على خيار الحرب والحل العسكري.
المنطقة تقف حاليًا عند مفترق طرق تاريخي
وتابع قائلًا: "ما قامت به مصر غيّر هذا المسار الخطير، وجعل الإدارة الأمريكية تتحول تدريجيًا من دعم الصراع إلى رعاية السلام في الشرق الأوسط، وهي نقطة محورية في هذه المرحلة الدقيقة".
واستطرد الخبير مؤكدًا أن المنطقة تقف حاليًا عند مفترق طرق تاريخي، داعيًا إلى ضرورة البناء على الخطة الأمريكية الجديدة بالتوافق مع الرؤى العربية والإسلامية، وخصوصًا الخطة المصرية التي حظيت بموافقة القمة العربية الاستثنائية، بهدف فتح مسار تفاوضي جديد يفضي إلى تنفيذ مبدأ حل الدولتين بشكل ممنهج وفعّال.
وفي سياق متصل، أثار غياب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن قمة شرم الشيخ غدًا الإثنين، موجة من الجدل داخل إسرائيل، بعد أن كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن استياء رسمي وشعبي من عدم دعوته لحضور القمة، التي ستعقد بمشاركة أكثر من 20 زعيمًا دوليًا لمناقشة مستقبل قطاع غزة وإعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب.
وتعد القمة التي تعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعلانًا رسميًا عن وقف العمليات العسكرية في غزة، وتبدأ خلالها مناقشات حاسمة حول "اليوم التالي" للصراع، تشمل إعادة الإعمار، نشر قوة حفظ سلام دولية، ووضع إدارة انتقالية للقطاع.
تجاهل لافت لدولة محورية
وعلى الرغم أن إسرائيل طرف أساسي في النزاع، إلا أن رئيس حكومتها لن يكون ضمن المشاركين، ووفق تقرير يديعوت أحرونوت، ينظر إلى هذا التجاهل على أنه إهانة دبلوماسية لنتنياهو، خاصة أنه يمثل الدولة التي سيوقع بشأنها الاتفاق، ومن المفترض أن تكون جزءًا أساسيًا من مرحلة ما بعد الحرب.