عاجل

طلاب الصحافة بجامعة الإسكندرية يرصدون أزمة العقارات الآيلة للسقوط

انهيار العقارات بالإسكندرية
انهيار العقارات بالإسكندرية

رائحة الغبار لا تفارق أجواء حي الجمرك بمنطقة بحري في الإسكندرية، حيث تعيش العشرات من الأسر تحت ظل خطر الانهيارات المستمر للعقارات القديمة التي باتت مهددة بالسقوط في أي لحظة.

طلاب قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، الذين يعملون تحت إشراف أساتذتهم المحترمين، أعدوا تقريرًا ميدانيًا يكشف من خلاله واقع الإهمال الذي تعانيه منطقة بحري، حيث تتناثر الحجارة وتظهر الشقوق على جدران المباني، لتروي حكايات المعاناة والخوف المستمر من وقوع الكارثة.

ويقول السكان إنهم يعيشون على قلق دائم، ينتظرون لحظة الانهيار التي قد تهدد حياتهم وممتلكاتهم، في حين أن كثيرًا من القرارات الرسمية المتخذة لإصلاح الوضع لا تزال حبرًا على ورق، ما يزيد من مخاوفهم ويضع مستقبل المنطقة تحت تهديد حقيقي.

التأخر في اتخاذ الإجراءات

ويؤكد التقرير الذي أعده الطلاب آية أيمن - رنيم العشري- رؤيا وائل - فاطمه حسين - عبير وليد - محمد جمال، تحت إشراف الدكتور طه نجم رئيس قسم الصحافة، والدكتورة ولاء يسري وبمشاركة الكاتب الصحفي خالد الأمير، أن حالة الإهمال والتأخر في اتخاذ الإجراءات السريعة لإنقاذ هذه المباني تنذر بكارثة قد تكون مأساوية في حال عدم تدخل الجهات المختصة.

ويدعو التقرير إلى ضرورة تكثيف جهود الصيانة والتحديث، وتفعيل القرارات الحكومية المتعلقة بإزالة المباني الآيلة للسقوط، مع وضع خطط عاجلة لحماية أرواح السكان وتأمين مناطقهم.

هذا العمل الصحفي يعكس مواهب طلاب الصحافة في جامعة الإسكندرية، ويؤكد أهمية دعم وتمكين الشباب في الميدان الإعلامي ليكونوا صوتًا حقيقيًا للمجتمع وقضاياه.

 الأهالي تتحدث 

تقول إحدى السيدات من الأهالي، بصوتٍ يحمل بين نبراته تعب السنين:

"أسكن في منزلي هذا منذ أكثر من عشر سنوات، ومنذ أن جئت والمنزل المجاور لي على ناصية الشارع يتساقط منه الطوب يوميًا، ومع مرور الوقت إنهارت واجهته بالكامل قبل ثلاثة أشهر وكاد الحادث يودي بحياة أحد أصحاب المحالات التجارية أسفل المبنى."

السلالم المتآكلة، الشروخ العميقة، وأصوات سقوط الطوب ليلًا أصبحت جزءًا من حياة سكان الحجاري ورغم أن الأهالي لا يكفون عن تقديم الشكاوى إلا أن الاستجابة دائمًا بطيئة أو غائبة، وتتابع:

" بحكم عملي كمحامية، تواصلت أكثر من مرة مع الحي والجهات المعنية ولكن دون أي إستجابة تذكر؛ فالوضع كما هو والمباني مازالت تتساقط يومًا بعد يوم، واين سنذهب اذا اخلينا المنزل .

ويؤكد السكان على أن هناك إمكانية على قبول الإخلاء ولكن بشرط توفير أماكن أمنة لهم للانتقال إليها إلى حين انتهاء الترميمات: " لدينا الإمكانية على المغادرة وأبلغنا الحي بذلك ولكنهم لم يبدوا أي ردة فعل.. حتى أننا عرضنا المساهمة في التصليحات ولكن أيضًا بلا أي إهتمام"
 

ويستمر الخوف في إلتهام قلوب السكان، فما بين الخائف على عمله والخائف على ولده تزداد التساؤلات حول الخطوات التالية ويقول أحد السكان: " المنازل المجاورة لنا تهدد حياتنا وحياة أطفالنا؛ فهناك أكثر من مدرسة وسنتر تعليمي يجبرون أطفالنا على المرور من هذا الشوارع يوميًا وما نحتاجه هو الوصول إلى حل يضمن لنا السلامة. "

انهيارات اخري

كما شهدت منطقة بحري أمام مسجد سيدي تمراز بدائرة قسم شرطة الجمرك في الإسكندرية، منذ ثلاثة أيام، حادث إنهيار جزئي لعقار قديم، ما أسفر عن تحطم عدد من السيارات التي كانت متوقفة أمامه دون وقوع أي إصابات أو خسائر في الأرواح.

وأكد السكان على سرعة وصول الشرطة والجهات المعنية في هذه الحالات، قائلبن 

" الشرطة تستجيب بسرعة إلى البلاغات ولكنها تأتي لإزالة الحطام فقط دون إيجاد حلول. "

 

محافظة الإسكندرية نحاول توفير البديل 

من جانبه أعلن الفريق أحمد خالد تشكيل لجنه مختصة لتحديد أسباب إنهيار عقار حارة النخلة بمنطقة بحري، وإتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على الأرواح والممتلكات بالعقارات المجاورة.

واكد محمد صلاح رئيس حي الجمرك، أن الحي يتدخل لوقف نزيف إنهيار العقارات و  قامت إدارة المشروعات بإزالة الأجزاء المعلقة بالعقار الكائن 3 حارة عبد الحميد بك مع شارع البوصيري ، والصادر له قرار هدم كلي  .

كما قامت وحدة التدخل السريع بالحي برفع مخلفات الأتربة والإنتهاء من فتح الطريق والتى بلغت 8 نقلات وذلك بالتنسيق مع الإدارة المركزية لتجميل المدينة

وأضاف رئيس الحي،  أن الأزمة تكمن في رفض المواطنين الخروج من منازلهم مفضلين الموت تحت الانقاض علي الإخلاء لعدم توافر أماكن بديلة مناسبه من وجهه نظرهم،  نحاول بكل الطرق إيجاد حلول لإنقاذ تلك الأرواح. 

وفي النهاية تظل الأسئلة  تدور في أذهان السكان حول تواجد حلول لمشكلات الإنهيار المتتالي آملين أن يحيوا دون خوفٍ من انهيار المنازل عليهم وأن تسعي الأجهزة لتوفير بديل مناسب يقيهم ويقي أولادهم من الموت أو الشارع.

 

 

تم نسخ الرابط