إسرائيل تخصص ميزانية ضخمة لحملة تأثير رقمية تستهدف "الجيل زد"

كشف تقرير صادر عن موقع "واي نت" الإسرائيلي، التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت، عن أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أطلقت إحدى أكبر حملات "الدبلوماسية العامة" في الولايات المتحدة منذ بدء الحرب على غزة، بهدف التأثير على الرأي العام الأمريكي، ووفقًا للموقع، تم تخصيص ميزانية ضخمة بلغت نحو نصف مليون شيكل "ما يعادل 145 مليون دولار" لهذه الحملة.
التركيز على "الجيل زد" ومنصات التواصل
تستهدف الحملة بشكل خاص شريحة الشباب المعروفة باسم "الجيل زد"، والتي أظهرت بيانات استطلاعات رأي سابقة تراجعًا ملحوظًا في دعمها لإسرائيل، وبحسب استطلاع لمؤسسة "غالوب" في يوليو/تموز الماضي، فإن 9% فقط من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا يدعمون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، كما أشارت استطلاعات داخلية لوزارة الخارجية الإسرائيلية إلى اعتقاد 47% من الأمريكيين بأن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية".
لذلك، تم تحديد هدف غير معتاد للحملة يتمثل في تحقيق 50 مليون ظهور شهري للمحتوى، وتعتمد الحملة على شركات أمريكية، ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التعاقد مع شركة مرتبطة بترامب ومحاولة التأثير على "شات جي بي تي"
كشفت وثائق قُدمت لوزارة العدل الأمريكية بموجب "قانون تسجيل العملاء الأجانب" أن إسرائيل تعاقدت مع شركة "كلوك تاور" الأمريكية لتنفيذ الحملة، ويقود الشركة براد بارسكيل، المدير السابق للحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، وهو حاليًا كبير إستراتيجيي مجموعة "سالم ميديا" الإعلامية المحافظة.
سيتم تنفيذ الحملة بالتعاون مع وكالة "هافاس ميديا" ويركز أكثر من 80% من محتواها الرقمي على استهداف الجيل زد عبر منصات رئيسية مثل تيك توك، إنستغرام، يوتيوب، والبودكاست.
النقطة الأكثر إثارة للجدل في الحملة هي محاولة "كلوك تاور" التأثير على استجابات أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل شات جي بي تي، وجيميناي، وغروك، تهدف الشركة إلى إنشاء محتوى ومواقع إلكترونية مصممة خصيصًا للتأثير على البيانات التي تُدرب عليها هذه النماذج، وبالتالي التأثير على الطريقة التي يتم بها عرض القضايا المتعلقة بإسرائيل، ويُعرف هذا الأسلوب الجديد باسم تحسين محركات الذكاء التوليدي "GEO"، وهو يشبه تحسين محركات البحث "SEO" ولكنه يركز على التأثير في مصادر تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
"مشروع إستير" لتمويل المؤثرين ولقاء نتنياهو مع الداعمين
بالتوازي مع حملة "كلوك تاور"، أطلقت إسرائيل مشروعًا آخر باسم "مشروع إستير" لدعم المؤثرين المؤيدين لها في الولايات المتحدة، بتمويل مباشر من الحكومة الإسرائيلية يصل إلى 900 ألف دولار. يتضمن المشروع تجنيد مؤثرين يُطلب من كل منهم نشر 25 إلى 30 منشورًا شهريًا مقابل مبالغ ضخمة من المال.
تُوِّجت هذه الجهود بلقاء عقدته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع عدد من المؤثرين المؤيدين لإسرائيل في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك، وشدد نتنياهو على الأهمية القصوى لوسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إياها بـ "الجبهة الثامنة" في الحرب، وصرح بأن "أهم سلاح اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي"، مؤكدًا ضرورة التعاون مع شخصيات مثل إيلون ماسك والاستثمار في تيك توك لـ "ضمان النصر".
وأثار هذا اللقاء جدلاً واسعًا، إذ تزامنت أهمية وسائل التواصل الاجتماعي مع مظاهرات لعائلات المحتجزين الإسرائيليين خارج القنصلية، الذين رأوا في اللقاء تجاهلًا لمعاناتهم.